"""""" صفحة رقم ٤٧٦ """"""
لمن اقتضته مشيئة تفضلا منه رحمة وإن لم يقع من ذلك المذنب توبة وقيد ذلك المعتزلة بالتوبة وقد تقدم قوله تعالى لا إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وهي تدل على ان الله سبحانه يغفر سيئات من اجتنب الكبائر فيكون مجتنب الكبائر ممن قد شاء الله غفران سيئاته
الآثار الوارده في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم و البيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء اليهود وإذا كلم رسول الله ( ﷺ ) لوى لسانه وقال ارعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ثم طعن في الإسلام وعابه فانزل الله فيه ) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ( الآية وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله ) يحرفون الكلم عن مواضعه ( يعني يحرفون حدود الله في التوراة
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ) يحرفون الكلم عن مواضعه ( قال تبديل اليهود التوراة ) ويقولون سمعنا وعصينا ( قالوا سمعنا ما تقول ولا نطيعك ) واسمع غير مسمع ( قال غير مقبول ما تقول ) ليا بألسنتهم ( قال خلافا يلوون به السنتهم ) واسمع وانظرنا ( قال أفهمنا لا تعجل علينا وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن بن عباس في قوله ) واسمع غير مسمع ( قال يقولون اسمع لا سمعت وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم و البيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال كلم رسول الله ( ﷺ ) رؤساء من أحبار اليهود منهم عبدالله بن صوريا وكعب بن أسد فقال لهم يا معشر اليهود اتقوا الله اسلموا فو الله إنكم لتعلمون ان الذي جئتكم به لحق فقالوا ما نعرف ذلك يا محمد وأنزل الله فيهم ) يا أيها الذين أوتوا الكتاب ( الآية وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في وقوله ) من قبل أن نطمس وجوها ( قال طمسها ان تعمى ) فنردها على أدبارها ( يقول نجعل وجوههم من قبل أقفيتهم فيمشون القهقرى ونجعل لأحدهم عينين في قفاه وأخرج عبد بن حميد وابن أبي جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ) من قبل أن نطمس وجوها ( يقول عن صراط الحق ) فنردها على أدبارها ( قال في الضلالة وأخرج عبد الرزاق وابن أبي جرير وابن أبي حاتم عن الحسن مثله وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أيوب النصاري قال جاء رجل إلى النبي ( ﷺ ) فقال إن لي ابن أخ لا ينتهي عن الحرام قال وما دينه قال يصلى ويوحد الله قال استوهب منه دينه فإن أبى فابتعه منه فطلب الرجل منه ذلك فأبى عليه فأتى النبي ( ﷺ ) فأخبره فقال وجدته شحيحا على دينه فنزلت ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ( الآية وأخرج ابن الضريس وأبو يعلى وابن المنذر وابن عدي بسند صحيح عن ابن عمر قال كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا من نبينا ( ﷺ ) ( أن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء و قال إني ادخرت دعوتي وشفاعتي لأهل الكبائر من امتى فأمسكنا عن كثير مما كان في انفسنا ) وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عمر قال لما نزلت ) يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ( الآية قام رجل فقال والشرك يا نبي الله فكره ذلك النبي ( ﷺ ) فقال ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ( الآية وأخرج ابن المنذر عن أبي مجلز ان سؤال هذا الرجل هو سبب نزول ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ( وأخرج أبو داود في ناسخة وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال في هذه الآية إن الله حرم المغفرة على من مات وهو كافر وأرجأ أهل التوحيد إلى مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة وأخرج الترمذي وحسنه عن علي قال أحب آية إلي في القرآن ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ( الآية