"""""" صفحة رقم ٩٣ """"""
والدنيا كما كان من شعيبا وزكريا ويحيى فإنهم قتلوهم وهم يعلمون ويعتقدون أنهم ظالمون وتكرير الإشارة لقصد التأكيد وتعظيم الأمر عليهم وتهويله ومجموع ما بعده الإشارة الأولى والاشارة الثانية هو السبب لضرب الذلة وما بعده وقيل يجوز أن تكون الإشارة الثانية إلى الكفر والقتل فيكون ما بعدها سببا للسبب وهو بعيد جدا والاعتداء تجاوز الحد في كل شيء
الآثار الوارده في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ) وإذ استسقى موسى لقومه ( قال ذلك في التيه ضرب لهم موسى الحجر فصار فيها اثنتا عشرة عينا من ماء لكل سبط منهم عين يشربون منها وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ومجاهد وابن أبي حاتم عن جويبر نحو ذلك وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ) ولا تعثوا في الأرض ( قال لا تسعوا في الأرض فسادا واخرج ابن جرير عن أبي العالية مثله وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال يعني ولا تمشوا بالمعاصي وأخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال لا تسيروا في الأرض مفسدين وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ) لن نصبر على طعام واحد ( قال المن والسلوى استبدلوا به البقل وما حكى معه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ) وفومها ( قال الخبز وفي لفظ البر وفي لفظ الحنطة وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال الفوم الثوم وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس مثله وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن مسعود أنه قرأ ( وثومها ) وروى ابن أبي الدنيا عن ابن عباس أنه قال قراءتي قراءة زيد وأنا آخذ ببضعة عشر حرفا من قراءة ابن مسعود هذا أحدها ( من بقلها وقثائها وثومها ) وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ) الذي هو أدنى ( قال أردأ وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ) اهبطوا مصرا ( قال مصرا من الأمصار وأخرج ابن جرير عن أبي العالية أنه مصر فرعون وأخرج نحوه ابن أبي داود وابن الأنباري عن الأعمش وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ) وضربت عليهم الذلة ( قال هم أصحاب الجزية وأخرج عبدالرزاق وابن جرير عن قتادة والحسن قال ضربت عليهم الذلة والمسكنة أي يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال المسكنة الفاقة وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ) وباؤوا بغضب من الله ( قال استحقوا الغضب من الله وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ) وباؤوا ( قال انقلبوا وأخرج أبو داود الطيالسي وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلثمائة نبي ثم يقيمون سوق بقلهم في آخر النهار
البقرة ٦٢
البقرة :( ٦٢ ) إن الذين آمنوا.....
قيل إن المراد بالذين آمنوا المنافقون بدلالة جعلهم مقترنين باليهود والنصارى والصابئين أي آمنوا في الظاهر والأولى أن يقال إن المراد الذين صدقوا النبي ( ﷺ ) وصاروا من جملة أتباعه وكأنه سبحانه أراد أن يبين أن حال هذه الملة الإسلامية وحال من قبلها من سائر الملل يرجع إلى شيء واحد وهو أن من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحا استحق ما ذكره الله من الأجر ومن فاته ذلك فاته الخير كله والأجر دقه وجله والمراد بالإيمان ها هنا هو ما بينه رسول الله ( ﷺ ) من قوله لما سأله جبريل عن الإيمان