"""""" صفحة رقم ٢٠ """"""
بها أتم قيام لله أي لأجله تعظيما لأمره وطمعا في ثوابه والقسط العدل وقد تقدم الكلام على قوله ) يجرمنكم ( مستوفى أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل وكتم الشهادة ) اعدلوا هو ( أي العدل المدلول عليه بقوله اعدلوا ) أقرب للتقوى ( آلتي أمرتم بها غير مرة أي أقرب لأن تتقوا الله أو لأن تتقوا النار
المائدة :( ٩ ) وعد الله الذين.....
قوله ) لهم مغفرة وأجر عظيم ( هذه الجملة في محل نصب على أنها المفعول الثاني لقوله ) وعد ( على معنى وعدهم أن لهم مغفرة أو وعدهم مغفرة فوقعت الجملة موقع المفرد فأغنت عنه ومثله قول الشاعر وجدنا الصالحين لهم جزاء
وجنات وعينا سلسبيلا
المائدة :( ١٠ - ١١ ) والذين كفروا وكذبوا.....
قوله ) أصحاب الجحيم ( أي ملابسوها قوله ) إذ هم قوم ( ظرف لقوله ) اذكروا ( أو للنعمة أو لمحذوف وقع حالا منها ) أن يبسطوا ( أي بأن يبسطوا وقوله ) فكف ( معطوف على قوله ) هم ( وسيأتى بيان سبب نزول هذه الآية وبه يتضح المعنى
وقد أخرج ابن جرير والطبراني في الكبير عن ابن عباس في قوله ) إذ قلتم سمعنا وأطعنا ( يعنى حين بعث الله النبي ( ﷺ ) وأنزل عليه الكتاب قالوا آمنا بالنبي والكتاب وأقررنا بما فى التوراة فذكرهم الله ميثاقه الذى أقروا به على أنفسهم وأمرهم بالوفاء به وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال النعم الآلاء وميثاقه الذى واثقهم به قال الذى واثق به بني آدم في ظهر آدم عليه السلام وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن كثير في قوله ) يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط ( الآية قال نزلت في يهود خيبر ذهب إليهم رسول الله ( ﷺ ) يستفتيهم في دية فهموا أن يقتلوه فذلك قوله ) ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا ( الآية وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله أن النبي ( ﷺ ) نزل منزلا فتفرق الناس في العضاه يستظلون تحتها فعلق النبي ( ﷺ ) سلاحه بشجرة فجاء أعرابي إلى سيفه فأخذه فسله ثم أقبل على رسول الله ( ﷺ ) فقال من يمنعك مني قال الله قال الاعرابي مرتين أو ثلاثة من يمنعك مني والنبي ( ﷺ ) يقول الله فشام الاعرابي السيف فدعا النبي ( ﷺ ) أصحابه فأخبرهم بصنيع الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه قال معمر وكان قتادة يذكر نحو هذا ويذكر أن قوما من العرب أرادوا أن يفتكوا بالنبي ( ﷺ ) فأرسلوا هذا الأعرابي ويتأول ) اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم ( الآية وأخرج الحاكم وصححه عنه بنحوه وذكر أن اسم الرجل غورث بن الحارث وأنه لما قال النبي ( ﷺ ) ) الله ( سقط السيف من يده فأخذه النبي ( ﷺ ) وقال من يمنعك منى قال كن خير آخذ قال فشهد أن لا إله إلا الله وأخرجه أيضا ابن إسحاق وأبو نعيم فى الدلائل عنه
وأخرج أبو نعيم فى الدلائل عن ابن عباس أن بني النضير هموا أن يطرحوا حجرا على النبي ( ﷺ ) ومن معه فجاء جبريل فأخبره بما هموا فقام ومن معه فنزلت ) يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم ( الآية وروى نحو هذا من طرق عن غيره وقصة الأعرابي وهو غورث المذكور ثابتة في الصحيح