"""""" صفحة رقم ٢٢٠ """"""
معجزة ظاهرة وهى إخراج الناقة من الحجر الصلد وجملة ) هذه ناقة الله لكم آية ( مشتملة على بيان البينة المذكورة وانتصاب آية على الحال والعامل فيها معنى الإشارة وفى إضافة الناقة إلى الله تشريف لها وتكريم قوله ) فذروها تأكل في أرض الله ( أي دعوها تأكل في أرض الله فهي ناقة الله والأرض أرضه فلا تمنعوها مما ليس لكم ولا تملكونه ) ولا تمسوها ( بشيء من السوء أي لا تتعرضوا لها بوجه من الوجوه التى تسوءها قوله ) فيأخذكم عذاب أليم ( هو جواب النهي أي إذا لم تتركوا مسها بشيء من السوء أخذكم عذاب أليم أي شديد الألم
الأعراف :( ٧٤ ) واذكروا إذ جعلكم.....
قوله ) واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد ( أي استخلفكم في الأرض أو جعلكم ملوكا فيها كما تقدم في قصة هود ) وبوأكم في الأرض ( أي جعل لكم فيها مباءة وهى المنزل الذى تسكنونه ) تتخذون من سهولها قصورا ( أي تتخذون من سهولة الأرض قصورا أو هذه الجملة مبينة لجملة ) وبوأكم في الأرض ( وسهول الأرض ترابها يتخذون منه اللبن والآجر ونحو ذلك فيبنون به القصور ) وتنحتون الجبال بيوتا ( أي تتخذون في الجبال التى هى صخور بيوتا تسكنون فيها وقد كانوا لقوتهم وصلابة أبدانهم ينحتون الجبال فيتخذون فيها كهوفا يسكنون فيها لأن الأبنية والسقوف كانت تفنى قبل فناء أعمارهم وانتصاب بيوتا على أنها حال مقدرة أو على أنها مفعول ثان لتنحتون على تضمينه معنى تتخذون قوله ) فاذكروا آلاء الله ( تقدم تفسيره في القصة التى قبل هذه
قوله ) ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( العثى والعثو لغتان وقد تقدم تحقيقه في البقرة بما يغني عن الإعادة
الأعراف :( ٧٥ ) قال الملأ الذين.....
) قال الملأ الذين استكبروا من قومه ( أي قال الرؤساء المستكبرون من قوم صالح للمستضعفين الذين استضعفهم المستكبرون و ) لمن آمن منهم ( بدل من الذين استضعفوا بإعادة حرف الجر بدل البعض من الكل لأن في المستضعفين من ليس بمؤمن هذا على عود ضمير ) منهم ( إلى الذين استضعفوا فإن عاد إلى قومه كان بدل كل من المستضعفين ومقول القول ) أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه ( قالوا هذا على طريق الاستهزاء والسخرية قوله ) قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون ( أجابوهم بأنهم مؤمنون برسالته مع كون سؤال المستكبرين لهم إنما هو عن العلم منهم هل تعلمون برسالته أم لا مسارعة إلى إظهار ما لهم من الإيمان وتنبيها على أن كونه مرسلا أمر واضح مكشوف لا يحتاج إلى السؤال عنه
الأعراف :( ٧٦ ) قال الذين استكبروا.....
فأجابوا تمردا وعنادا بقولهم ) إنا بالذي آمنتم به كافرون ( وهذه الجمل المعنوية يقال مستأنفة لأنها جوابات عن سؤالات مقدرة كما سبق بيانه
الأعراف :( ٧٧ ) فعقروا الناقة وعتوا.....
قوله ) فعقروا الناقة ( العقر الجرح وقيل قطع عضو يؤثر في تلف النفس يقال عقرت الفرس إذا ضربت قوائمه بالسيف وقيل أصل العقر كسر عرقوب البعير ثم قيل للنحر عقر لأن العقر سبب النحر في الغالب وأسند العقر إلى الجميع مع كون العاقر واحدا منهم لأنهم راضون بذلك موافقون عليه وقد اختلف في عاقر الناقة ما كان اسمه فقيل قدار بن سالف وقيل غير ذلك ) وعتوا عن أمر ربهم ( أي استكبروا يقال عتا يعتو عتوا استكبر وتعتى فلان إذا لم يطع والليل العاتي الشديد الظلمة ) وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ( من العذاب ) إن كنت من المرسلين ( هذا استعجال منهم للنقمة وطلب منهم لنزول العذاب وحلول البلية بهم
الأعراف :( ٧٨ ) فأخذتهم الرجفة فأصبحوا.....
) فأخذتهم الرجفة ( أي الزلزلة يقال رجف الشيء يرجف رجفانا وأصله حركة مع صوت ومنه ) يوم ترجف الراجفة ( وقيل كانت صيحة شديدة خلعت قلوبهم ) فأصبحوا في دارهم ( أي بلدهم ) جاثمين ( لاصقين بالأرض على ركبهم ووجوههم كما يجثم الطائر وأصل الجثوم للأرنب وشبهها وقيل للناس والطير والمراد أنهم أصبحوا في دورهم ميتين لا حراك بهم
الأعراف :( ٧٩ ) فتولى عنهم وقال.....
) فتولى عنهم ( صالح عند اليأس من إجابتهم ) وقال ( لهم هذه المقالة ) لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ( ويحتمل أنه قال لهم هذه المقالة بعد موتهم على طريق الحكاية لحالهم الماضية كما وقع من النبي ( ﷺ ) من


الصفحة التالية
Icon