"""""" صفحة رقم ٢٣٥ """"""
الله بصنعك ويحسن إلينا بما أصابنا في ذاته فتوعدوه بعذاب الله في الآخرة لما توعدهم بعذاب الدنيا ويحتمل أن يكون المعنى ) إنا إلى ربنا منقلبون ( بالموت أي لا بد من الموت ولا يضرنا كونه بسبب منك
الأعراف :( ١٢٦ ) وما تنقم منا.....
قوله ) وما تنقم منا ( قرأ الحسن بفتح القاف قال الأخفش هى لغة وقرأ الباقون بكسرها يقال نقمت الأمر أنكرته أي لست تعيب علينا وتنكر منا ) إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ( مع أن هذا هو الشرف العظيم والخير الكامل ومثله لا يكون موضعا للعيب ومكانا للإنكار بل هو حقيق بالثناء الحسن والاستحسان البالغ ثم تركوا خطابه وقطعوا الكلام معه والتفتوا إلى خطاب الجناب العلى مفوضين الأمر إليه طالبين منه عز وجل أن يثبتهم على هذه المحنة بالصبر قائلين ) ربنا أفرغ علينا صبرا ( الإفراغ الصب أي اصببه علينا حتى يفيض ويغمرنا طلبوا أبلغ أنواع الصبر استعدادا منهم لما سينزل بهم من العذاب من عدو الله وتوطينا لأنفسهم على التصلب في الحق وثبوت القدم على الإيمان ثم قالوا ) وتوفنا مسلمين ( أي توفنا إليك حال ثبوتنا على الإسلام غير محرفين ولا مبدلين ولا مفتونين ولقد كان ما هم عليه من السحر والمهارة في علمه مع كونه شرا محضا سببا للفوز بالسعادة لأنهم علموا أن هذا الذى جاء به موسى خارج عن طوق البشر وأنه من فعل الله سبحانه فوصلوا بالشر إلى الخير ولم يحصل من غيرهم ممن لا يعرف هذا العلم من أتباع فرعون ما حصل منهم من الإذعان والاعتراف والإيمان وإذا كانت المهارة فى علم الشر قد تأتي بمثل هذه الفائدة فما بالك بالمهارة فى علم الخير اللهم انفعنا بما علمتنا وثبت أقدامنا على الحق وأفرغ علينا سجال الصبر وتوفنا مسلمين
الأعراف :( ١٢٧ ) وقال الملأ من.....
قوله ) وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ( هذا الاستفهام منهم للإنكار عليه أي أتتركه وقومه ليفسدوا في الأرض بإيقاع الفرقة وتشتيت الشمل والمراد بالأرض هنا أرض مصر قوله ) ويذرك وآلهتك ( قرأ نعيم بن ميسرة ) ويذرك ( بالرفع على تقدير المبتدأ أي وهو يذرك أو على العطف على ) أتذر موسى ( أي أتذره ويذرك وقرأ الأشهب العقيلي ) ويذرك ( بالجزم إما على التخفيف للسكون بثقل الضمة أو على ما قيل فيه ) وأكن من الصالحين ( في توجيه الجزم وقرأ أنس بن مالك ؟ ونذرك ؟ بالنون والرفع ومعناه أنهم أخبروا عن أنفسهم بأنهم سيذرونه وآلهته وقرأ الباقون ) ويذرك ( بالنصب بأن مقدرة على أنه جواب الاستفهام والواو نائبة عن الفاء أو عطفا على ؟ يفسدوا ؟ أي ليفسدوا وليذرك لأنهم على الفساد في زعمهم وهو يؤدي إلى ترك فرعون وآلهته
واختلف المفسرون في معنى ) وآلهتك ( لكون فرعون كان يدعى الربوبية كما في قوله ) ما علمت لكم من إله غيري ( وقوله ) أنا ربكم ( فقيل معنى وآلهتك وطاعتك وقيل معناه وعبادتك ويؤيده قراءة علي وابن عباس والضحاك ) وآلهتك ( وفى حرف أبى ؟ أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض وقد تركوك أن يعبدوك ؟ وقيل إنه كان يعبد بقرة وقيل كان يعبد النجوم وقيل كان له أصنام يعبدها قومه تقربا إليه فنسبت إليه ولهذا قال ) أنا ربكم الأعلى ( قاله الزجاج وقيل كان يعبد الشمس فقال فرعون مجيبا لهم ومثبتا لقلوبهم على الكفر ) سنقتل أبناءهم ( قرأ نافع وابن كثير ) سنقتل ( بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد أي سنقتل الأبناء ونستحي النساء أي نتركهن فى الحياة ولم يقل سنقتل موسى لأنه يعلم أنه لا يقدر عليه ) وإنا فوقهم قاهرون ( أي مستعلون عليهم بالقهر والغلبة أو هم تحت قهرنا وبين أيدينا ما شئنا أن نفعله بهم فعلناه
الأعراف :( ١٢٨ ) قال موسى لقومه.....
وجملة ) قال موسى لقومه ( مستأنفة جواب سؤال مقدر لما بلغ موسى ما قاله فرعون أمر قومه بالاستعانة بالله والصبر على المحنة ثم أخبرهم ) إن الأرض ( يعني أرض مصر ) لله يورثها من يشاء من عباده ( أو جنس الأرض وهو وعد من موسى لقومه بالنصر على فرعون وقومه وأن الله سيورثهم أرضهم وديارهم ثم بشرهم بأن العاقبة للمتقين أي العاقبة المحمودة


الصفحة التالية
Icon