"""""" صفحة رقم ٢٥ """"""
من الموجودات ) وإليه المصير ( أي تصيرون إليه عند انتقالكم من دار الدنيا إلى دار الآخرة
الآثار الوارده في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقى في الدلائل عن ابن عباس قال أتى رسول الله ( ﷺ ) نعمان بن أضاء وبحرى بن عمرو وشاس بن عدي فكلموه وكلمهم رسول الله ( ﷺ ) ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته فقالوا ما تخوفنا يا محمد ) نحن أبناء الله وأحباؤه ( كقول النصارى فأنزل الله فيهم ) وقالت اليهود والنصارى ( إلى آخر الآية وأخرج أحمد في مسنده عن أنس قال مر النبي ( ﷺ ) في نفر من أصحابه وصبى في الطريق فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول ابنى ابنى فسعت فأخذته فقال القوم يا رسول الله ما كانت هذه لتلقى ابنها في النار فقال النبي ( ﷺ ) لا والله لا يلقى حبيبه في النار وإسناده في المسند هكذا حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس فذكره ومعنى الآية يشير إلى معنى هذا الحديث ولهذا قال بعض مشايخ الصوفية لبعض الفقهاء أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب حبيبه فلم يرد عله فتلا الصوفي هذه الآية وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن أن النبي ( ﷺ ) قال لا والله لا يعذب الله حبيبه ولكن قد يبتليه في الدنيا وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله ) يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ( يقول يهدى منكم من يشاء في الدنيا فيغفر له ويميت من يشاء منكم على كفره فيعذبه
سورة المائدة الآية ( ١٩ )
المائدة :( ١٩ ) يا أهل الكتاب.....
المراد بأهل الكتاب اليهود والنصارى والرسول هو محمد ( ﷺ ) ويبين لكم حال والمبين هو ما شرعه الله لعباده وحذف للعلم به لأن بعثة الرسل إنما هي بذلك والفترة أصلها السكون يقال فتر الشيء سكن وقيل هي الانقطاع قاله أبو علي الفارسي وغيره ومنه فتر الماء إذا انقطع عما كان عليه من البرد إلى السخونة وفتر الرجل عن عمله إذا انقطع عما كان عليه من الجد فيه وامرأة فاترة الطرف أي منقطعة عن حدة النظر والمعنى أنه انقطع الرسل قبل بعثه ( ﷺ ) مدة من الزمان واختلف في قدر مدة تلك الفترة وسيأتى بيان ذلك قوله ) أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ( تعليل لمجيء الرسول بالبيان على حين فترة أي كراهة أن تقولوا هذا القول معتذرين عن تفريطكم ومن في قوله ) من بشير ( زائدة للمبالغة في نفى المجئ والفاء في قوله ) فقد جاءكم ( هي الفصيحة مثل قول الشاعر فقد جئنا خراسانا
أي لا تعتذروا فقد جاءكم بشير ونذير وهو محمد ( ﷺ ) ) والله على كل شيء قدير ( ومن جملة مقدوراته إرسال رسوله على فترة من الرسل
الآثار الوارده في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال دعا رسول الله ( ﷺ ) يهود إلى الإسلام فرغبهم فيه وحذرهم فأبوا عليه فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب يا معشر يهود اتقوا الله فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله ( ﷺ ) لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته فقال رافع بن حرملة ووهب بن يهوذا ما قلنا لكم


الصفحة التالية
Icon