"""""" صفحة رقم ٢٩٢ """"""
إذا أقام به لأنه يعمل بها ما يكون للإقامة والحياة وقيل المراد بالبنان هنا أطراف الأصابع من اليدين والرجلين وهو عبارة عن الثبات في الحرب فإذا ضربت البنان تعطل من المضروب القتال بخلاف سائر الأعضاء قال عنترة وقد كان في الهيجاء يحمى ذمارها
ويضرب عند الكرب كل بنان
وقال عنترة أيضا وإن الموت طوع يدى إذا ما
وطئت بنانها بالهندوانى
قال ابن فارس البنان الأصابع ويقال الأطراف
الأنفال :( ١٣ ) ذلك بأنهم شاقوا.....
والإشارة بقوله ) ذلك ( إلى ما وقع عليهم من القتل ودخل في قلوبهم من الرعب وهو مبتدأ و ) بأنهم شاقوا الله ورسوله ( خبره أى ذلك بسبب مشاقتهم والشقاق أصله أن يصير كل واحد من الخصمين فى شق وقد تقدم تحقيق ذلك ) ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ( له يعاقبه بسبب ما وقع منه من الشقاق
الأنفال :( ١٤ ) ذلكم فذوقوه وأن.....
قوله ) ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار ( الإشارة إلى ما تقدم من العقاب أو الخطاب هنا للكافرين كما أن الخطاب فى قوله ) ذلكم ( للنبي ( ﷺ ) أو لكل من يصلح للخطاب قال الزجاج ذلكم رفع بإضمار الأمر أو القصة أي الأمر أو القصة ذلكم فذوقوه
قال ويجوز أن يضمر واعلموا قال فى الكشاف ويجوز أن يكون نصبا على عليكم ذلكم فذوقوه كقولك زيدا فاضربه قال أبو حيان لا يجوز تقدير عليكم لأنه اسم فعل وأسماء الأفعال لا تضمر وتشبيهه بزيدا فاضربه غير صحيح لأنه لم يقدر فيه عليك بل هو من باب الاشتغال وجملة ) وأن للكافرين عذاب النار ( معطوفة على ما قبلها فتكون الإشارة على هذا إلى العقاب العاجل الذي أصيبوا به ويكون ) وأن للكافرين عذاب النار ( إشارة إلى العقاب الآجل
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج أبو يعلى والبيهقي فى الدلائل عن علي قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله ( ﷺ ) يصلى تحت شجرة حتى أصبح وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب فى الآية قال بلغنا أن هذه الآية أنزلت فى المؤمنين يوم بدر فيما أغشاهم الله من النعاس أمنة منه وأخرج ابن أبي شبية وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فى قوله ) أمنة منه ( قال أمنا من الله
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة فى قوله ) أمنة منه ( قال رحمة منه أمنة من العدو وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال النعاس فى الرأس والنوم فى القلب وأخرج عبد بن حميد عنه أيضا قال كان النعاس أمنة من الله وكان النعاس نعاسين ونعاس يوم بدر ونعاس يوم أحد وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن المسيب فى قوله ) وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ( قال طش كان يوم بدر وأخرج هؤلاء عن مجاهد فى الآية قال المطر أنزله الله عليهم قبل النعاس فأطفأ بالمطر الغبار والتبدت به الأرض وطابت به أنفسهم وثبتت به أقدامهم وأخرج ابن أبي حاتم وابن إسحاق عن عروة بن الزبير قال بعث الله السماء وكان الوادي دهسا وأصاب رسول الله ( ﷺ ) وأصحابه ما لبد الأرض ولم يمنعهم المسير وأصاب قريشا ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس قال إن المشركين غلبوا المسلمين فى أول أمرهم على الماء فضحى المسلمون وصلوا مجنبين محدثين فألقى الشيطان فى قلوبهم الحزن وقال أتزعمون أن فيكم نبيا أو أنكم أولياء الله وتصلون مجنبين محدثين فأنزل الله من السماء ماء فسال عليهم الوادي ماء فشرب المسلمون وتطهروا وثبتت أقدامهم وذهبت وسوسته وقد


الصفحة التالية
Icon