"""""" صفحة رقم ٣١ """"""
من قبل نفسك لا من قبلي فإن عدم تقبل قربانك بسبب عدم تقواك
المائدة :( ٢٨ ) لئن بسطت إلي.....
قوله ) لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ( أي لأن قصدت قتلى واللام هي الموطئة و ) ما أنا بباسط ( جواب القسم ساد مسد جواب الشرط وهذا استسلام للقتل من هابيل كما ورد في الحديث إذا كانت الفتنة فكن كخير ابنى آدم وتلاالنبي ( ﷺ ) هذه الآية قال مجاهد كان الفرض عليهم حينئذ أن لا يسل أحد سيفا وأن لا يمتنع ممن يريد قتله قال القرطبي قال علماؤنا وذلك مما يجوز ورود التعبد به إلا أن في شرعنا يجوز دفعه إجماعا وفى وجوب ذلك عليه خلاف والأصح وجوب ذلك لما فيه من النهي عن المنكر وفى الحشوية قوم لا يجوزون للمصول عليه الدفع واحتجوا بحديث أبي ذر وحمله العلماء على ترك القتال في الفتنة وكف اليد عند الشبهة على ما بيناه فى كتاب التذكرة انتهى كلام القرطبي وحديث أبي ذر المشار إليه هو عند مسلم وأهل السنن إلا النسائي وفيه أن النبي ( ﷺ ) قال له يا أبا ذر أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا كيف تصنع قلت الله ورسوله أعلم قال اقعد فى بيتك وأغلق عليك بابك قال فإن لم أترك قال فأت من أنت منهم فكن فيهم قال فآخذ سلاحي قال إذن تشاركهم فيما هم فيه ولكن إن خشيت أن يردعك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك كي يبوء بإثمه وإثمك وفى معناه أحاديث عن جماعة من الصحابة سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وخباب بن الأرت وأبي بكر وابن مسعود وأبي واقد وأبي موسى
المائدة :( ٢٩ ) إني أريد أن.....
قوله ) إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار ( هذا تعليل لامتناعه من المقاتلة بعد التعليل الأول وهو ) إني أخاف الله رب العالمين (
اختلف المفسرون فى المعنى فقيل أراد هابيل إني أريد أن تبوء بالإثم الذى كان يلحقنى لو كنت حريصا على قتلك وبإثمك الذى تحملته بسبب قتلي وقيل المراد بإثمي الذى يختص بي بسبب سيأتي فيطرح عليك بسبب ظلمك لي وتبوء بإثمك فى قتلي وهذا يوافق معناه معنى ما ثبت فى صحيح مسلم من قوله ( ﷺ ) يؤتى يوم القيامة بالظالم والمظلوم فيؤخذ من حسنات الظالم فتزاد في حسنات المظلوم حتى ينتصف فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات المظلوم فتطرح عليه ومثله قوله تعالى ) وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ( وقيل المعنى إني أريد أن لا تبوء بإثمي وإثمك كما في قوله تعالى ) وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ( أي أن لا تميد بكم وقوله ) يبين الله لكم أن تضلوا ( أي أن لا تضلوا وقال أكثر العلماء إن المعنى ) إني أريد أن تبوء بإثمي ( أي بإثم قتلك لي ) وإثمك ( الذى قد صار عليك بذنوبك من قبل قتلي قال الثعلبي هذا قول عامة المفسرين وقيل هو على وجه الإنكار أي أو إني أريد على وجه الإنكار كقوله تعالى ) وتلك نعمة ( أي أو تلك نعمة قاله القشيري ووجهه بأن إرادة القتل معصية وسئل أبو الحسن بن كيسان كيف يريد المؤمن أن يأثم أخوه وأن يدخل النار فقال وقعت الإرادة بعد ما بسط يده إليه بالقتل وهذا بعيد جدا وكذلك الذى قبله وأصل باء رجع إلى المباءة وهى المنزل ) وباؤوا بغضب من الله ( أي رجعوا
المائدة :( ٣٠ ) فطوعت له نفسه.....
قوله ) فطوعت له نفسه قتل أخيه ( أي سهلت نفسه عليه الأمر وشجعته وصورت له أن قتل أخيه طوع يده سهل عليه يقال تطوع الشيء أي سهل وانقاد وطوعه فلان له أي سهله قال الهروي طوعت وطاوعت واحد يقال طاع له كذا إذا أتاه طوعا وفى ذكر تطويع نفسه له بعد ما تقدم من قول قابيل ) لأقتلنك ( وقول هابيل ) لتقتلني ( دليل على أن التطويع لم يكن قد حصل له عند تلك المقاولة قوله ) فقتله ( قال ابن جرير ومجاهد وغيرهما روى أنه جهل كيف يقتل أخاه فجاءه أبليس بطائر أو حيوان غيره فجعل يشدخ رأسه بين حجرين ليقتدى به قابيل ففعل وقيل غير ذلك مما يحتاج إلى تصحيح الرواية
المائدة :( ٣١ ) فبعث الله غرابا.....
قوله ) فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه ( قيل إنه لما