"""""" صفحة رقم ٣٢٧ """"""
وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن علي قال قال النبي ( ﷺ ) في الأسارى يوم بدر إن شئتم قتلتموهم وإن شئتم فاديتم واستمتعتم بالفداء واستشهد منكم بعدتهم فكان آخر السبعين ثابت بن قيس استشهد باليمامة وأخرج عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة عن عبيدة نحوه وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عمر قال لما أسر الأسارى يوم بدر أسر العباس فيمن أسره أسره رجل من الأنصار وقد وعدته الأنصار أن يقتلوه فبلغ ذلك النبي ( ﷺ ) فقال رسول الله ( ﷺ ) إني لم أنم الليلة من أجل عمي العباس وقد زعمت الأنصار أنهم قاتلوه فقال له عمر فآتيهم قال نعم فأتى عمر الأنصار فقال أرسلوا العباس فقالوا لا والله لا نرسله فقال لهم عمر فإن كان لرسول الله ( ﷺ ) رضا قالوا فإن كان لرسول الله ( ﷺ ) رضا فخذه فأخذه عمر فلما صار في يده قال له يا عباس أسلم فوالله إن تسلم أحب إلي من أن يسلم الخطاب وما ذاك إلا لما رأيت رسول الله ( ﷺ ) يعجبه إسلامك قال فاستشار رسول الله أبا بكر فقال أبو بكر عشيرتك فأرسلهم فاستشار عمر فقال اقتلهم ففاداهم رسول الله ( ﷺ ) فأنزل الله ) ما كان لنبي أن يكون له أسرى ( الآية وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ) حتى يثخن في الأرض ( يقول حتى يظهروا على الأرض وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال الإثخان هو القتل
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد أيضا في الآية قال ثم نزلت الرخصة بعد إن شئت فمن وإن شئت ففاد وأخرج ابن المنذر عن قتادة ) تريدون عرض الدنيا ( قال أراد أصحاب محمد ( ﷺ ) يوم بدر الفداء ففادوهم بأربعة آلاف أربعة آلاف وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة ) تريدون عرض الدنيا ( قال الخراج وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ) لولا كتاب من الله سبق ( قال سبق لهم المغفرة
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال ما سبق لأهل بدر من السعادة وأخرج النسائي وابن مردويه وأبو الشيخ عن ابن عباس قال سبقت لهم من الله الرحمة قبل أن يعملوا بالمعصية وأخرج أبو حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال سبق أن لا يعذب أحدا حتى يبين له ويتقدم إليه
سورة الأنفال الآية ( ٧٠ ٧١ )
الأنفال :( ٧٠ ) يا أيها النبي.....
اختلاف القراء في أسرى والأسارى هو هنا كما سبق في الآية قبل هذه خاطب الله النبي ( ﷺ ) بهذا أي قل لهؤلاء الأسرى الذين هم في أيديكم أسرتموهم يوم بدر وأخذتم منهم الفداء ) إن يعلم الله في قلوبكم خيرا ( من حسن إيمان وصلاح نية وخلوص طوية ) يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ( من الفداء أي يعوضكم في هذه الدنيا رزقا خيرا منه وأنفع لكم أو في الآخرة بما يكتبه لكم من المثوبة بالأعمال الصالحة ) ويغفر لكم ( ذنوبكم ) والله غفور رحيم ( شأنه المغفرة لعباده والرحمة لهم
الأنفال :( ٧١ ) وإن يريدوا خيانتك.....
ولما ذكر ما ذكره من العوض لمن علم في قلبه