"""""" صفحة رقم ٤٦٣ """"""
إلي ولا تؤخرون قال النحاس هذا قول صحيح في اللغة ومنه قضى الميت مضى وحكى الفراء عن بعض القراء أنه قرأ ثم ؟ أفضوا ؟ بالفاء وقطع الهمزة أي توجهوا وفي هذا الكلام من نوح عليه السلام ما يدل على وثوقه بنصر ربه وعدم مبالاته بما يتوعده به قومه
يونس :( ٧٢ ) فإن توليتم فما.....
ثم بين لهم أن كل ما أتى به إليهم من الإعذار والإنذار وتبليغ الشريعة عن الله ليس هو لطمع دنيوي ولا لغرض خسيس فقال ) فإن توليتم فما سألتكم من أجر ( أي إن أعرضتم عن العمل بنصحي لكم وتذكيري إياكم فما سألتكم في مقابلة ذلك من أجر تؤدونه إلي حتى تتهموني فيما جئت به والفاء في ) فإن توليتم ( لترتيب ما بعدها على ما قبلها والفاء في ) فما سألتكم ( جزائية ) إن أجري إلا على الله ( أي ما ثوابي في النصح والتذكير إلا عليه سبحانه فهو يثيبني آمنتم أو توليتم قرأ أهل المدينة وأبو عمر وابن عامر وحفص بتحريك الياء من أجري وقرأ الباقون بالسكون ) وأمرت أن أكون من المسلمين ( المنقادين لحكم الله الذين يجعلون أعمالهم خالصة لله سبحانه لا يأخذون عليها أجرا ولا يطمعون في عاجل
يونس :( ٧٣ ) فكذبوه فنجيناه ومن.....
قوله ) فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك ( أي استمروا على تكذيبه وأصروا على ذلك وليس المراد أنهم أحدثوا تكذيبه بعد أن لم يكن والمراد بمن معه من قد أجابه وصار على دينه والخلائف جمع خليفة والمعنى أنه سبحانه جعلهم خلفاء يسكنون الأرض التى كانت للمهلكين بالغرق ويخلفونهم فيها ) وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ( من الكفار المعاندين لنوح الذين لم يؤمنوا به أغرقهم الله بالطوفان ) فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ( فيه تسلية لرسول الله ( ﷺ ) وتهديد للمشركين وتهويل عليهم
يونس :( ٧٤ ) ثم بعثنا من.....
) ثم بعثنا من بعده ( أي من بعد نوح ) رسلا ( كهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب ) فجاؤوهم بالبينات ( أي بالمعجزات وبما أرسلهم الله به من الشرائع التى شرعها الله لقوم كل نبي ) فما كانوا ليؤمنوا ( أي فما أحدثوا الإيمان بل استمروا على الكفر وأصروا عليه والمعنى أنه ما صح ولا استقام لقوم من أولئك الأقوام الذين أرسل الله إليهم رسله أن يؤمنوا في وقت من الأوقات ) بما كذبوا به من قبل ( أي من قبل تكذيبهم الواقع منهم عند مجيء الرسل إليهم والمعنى أن كل قوم من العالم لم يؤمنوا عند أن أرسل الله إليهم الرسول المبعوث إليهم على الخصوص بما كانوا مكذبين به من قبل مجيئه إليهم لأنهم كانوا غير مؤمنين بل مكذبين بالدين ولو كانوا مؤمنين لم يبعث إليهم رسولا وهذا مبني على أن الضمير في ) فما كانوا ليؤمنوا ( وفي ) بما كذبوا ( راجع إلى القوم المذكورين في قوله ) إلى قومهم ( وقيل ضمير كذبوا راجع إلى قوم نوح أي فما كان قوم الرسل ليؤمنوا بما كذب به قوم نوح من قبل أن يأتي هؤلاء الأقوام الذين جاءوا من بعدهم ) وجاءتهم رسلهم بالبينات ( وقيل إن الباء في بما كذبوا به من قبل للسببية أي فما كانوا ليؤمنوا عند مجيء الرسل بسبب ما اعتادوه من تكذيب الحق من قبل مجيئهم وفيه نظر وفيل المعنى بما كذبوا به من قبل أي في عالم الذر فإن فيهم من كذب بقلبه وإن آمنوا ظاهرا قال النحاس ومن أحسن ما قيل إنه لقوم بأعيانهم ) كذلك نطبع على قلوب المعتدين ( أي مثل ذلك الطبع العظيم نطبع على قلوب المتجاوزين للحد المعهود في الكفر وقد تقدم تفسير هذا في غير موضع
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن الأعرج في قوله ) فأجمعوا أمركم وشركاءكم ( يقول فأحكموا أمركم وادعوا شركاءكم وأخرج أيضا عن الحسن في الآية أي فليجمعوا أمرهم معكم وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ) ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ( قال لا يكبر عليكم أمركم ) ثم اقضوا ( ما أنتم قاضون وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ) ثم اقضوا ( قال انهضوا ) إلي ولا تنظرون ( يقول ولا تؤخرون


الصفحة التالية
Icon