"""""" صفحة رقم ٤٩٥ """"""
حتى تقولوا ما نراك إلا بشرا مثلنا وقد استدل بهذا من قال إن الملائكة أفضل من الأنبياء والأدلة في هذه المسئلة مختلفة وليس لطالب الحق إلى تحقيقها حاجة فليست مما كلفنا الله بعلمه ) ولا أقول للذين تزدري أعينكم ( أي تحتقر والازدراء مأخوذ من أزري عليه إذا عابه وزرى عليه إذا احتقره وأنشد الفراء يباعده الصديق وتزدريه
خليلته وينهره الصغير
والمعنى إني لا أقول لهؤلاء المتبعين لي المؤمنين بالله الذين تعيبونهم وتحتقرونهم ) لن يؤتيهم الله خيرا ( بل قد آتاهم الخير العظيم بالإيمان به واتباع نبيه فهو مجازيهم بالجزاء العظيم في الآخرة ورافعهم في الدنيا إلى أعلى محل ولا يضرهم احتقاركم لهم شيئا ) الله أعلم بما في أنفسهم ( من الإيمان به والإخلاص له فمجازيهم على ذلك ليس لي ولا لكم من أمرهم شئ ) إني إذا لمن الظالمين ( لهم إن فعلت ما تريدونه بهم أو من الظالمين لأنفسهم إن فعلت ذلك بهم
هود :( ٣٢ ) قالوا يا نوح.....
ثم جاوبوه بغير ما تقدم من كلامهم وكلامه عجزا عن القيام بالحجة وقصورا عن رتبة المناظرة وانقطاعا عن المباراة بقولهم ) يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا ( أي خاصمتنا بأنواع الخصام ودفعتنا بكل حجة لها مدخل في المقام ولم يبق لنا في هذا الباب مجال فقد ضاقت علينا المسالك وانسدت أبواب الحيل ) فأتنا بما تعدنا ( من العذاب الذى تخوفنا منه وتخافه علينا ) إن كنت من الصادقين ( فيما تقوله لنا فأجاب بأن ذلك ليس إليه وإنما هو بمشيئة الله وإرادته
هود :( ٣٣ ) قال إنما يأتيكم.....
و ) قال إنما يأتيكم به الله إن شاء ( فإن قضت مشيئته وحكمته بتعجيله عجله لكم وإن قضت مشيئته وحكمته بتأخيره أخره ) وما أنتم بمعجزين ( بفائتين عما أراده الله بكم بهرب أو مدافعة
هود :( ٣٤ ) ولا ينفعكم نصحي.....
) ولا ينفعكم نصحي ( الذى أبذله لكم وأستكثر منه قياما مني بحق النصيحة لله بإبلاغ رسالته ولكم بإيضاح الحق وبيان بطلان ما أنتم عليه ) إن أردت أن أنصح لكم ( وجواب هذا الشرط مخذوف والتقدير إن أردت أن أنصح لكم لا ينفعكم نصحي كما يدل عليه ما قبله ) إن كان الله يريد أن يغويكم ( أي إن كان الله يريد إغواءكم فلا ينفعكم النصح مني فكان جواب هذا الشرط محذوفا كالأول وتقديره ما ذكرنا وهذا التقدير إنما هو على مذهب من يمنع من تقدم الجزاء على الشرط وأما على مذهب من يجيزه فجزاء الشرط الأول ولا ينفعكم نصحي وجزاء الشرط الثاني الجملة الشرطية الأولى وجزاؤها قال ابن جرير معنى يغويكم يهلككم بعذابه وظاهر لغة العرب أن الإغواء الإضلال فمعنى الآية لا ينفعكم نصحي إن كان الله يريد أن يضلكم عن سبيل الرشاد ويخذلكم عن طريق الحق وحكى عن طي أصبح فلان غاويا أو مريضا وليس هذا المعنى هو المراد في الآية وقد ورد الإغواء بمعنى الإهلاك ومنه ) فسوف يلقون غيا ( وهو غير ما في هذه الآية ) هو ربكم ( فإليه الإغواء وإليه الهداية ) وإليه ترجعون ( فيجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ) وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ( قال فيما ظهر لنا وأخرج أبو الشيخ عن عطاء مثله وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ) إن كنت على بينة من ربي ( قال قد عرفتها وعرفت بها أمره وأنه لا إله إلا هو ) وآتاني رحمة من عنده ( قال الإسلام الهدى والإيمان والحكم والنبوة وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ) أنلزمكموها ( قال أما والله لو استطاع نبي الله لألزمها قومه ولكنه لم يستطع ذلك ولم يمكنه وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس أنه كان يقرأ ؟ أنلزمكموها من شطر أنفسنا وأنتم لها كارهون ؟ وأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال في قراءة أبي ؟ أنلزمكموها من شطر أنفسنا وأنتم لها كارهون ؟ وأخرج ابن


الصفحة التالية
Icon