"""""" صفحة رقم ٤٩٨ """"""
تكون استفهامية في محل رفع أي أينا يأتيه عذاب يخزيه وقيل في موضع رفع بالابتداء ويأتيه الحبر ويخزيه صفة لعذاب قال الكسائي إن ناسا من أهل الحجاز يقولون سوف تعلمون قال ومن قال ستعلمون أسقط الواو والفاء جميعا وجوز الكوفيون سف تعلمون ومنعه البصريون والمراد بعذاب الخزي العذاب الذى يخزي صاحبه ويحل عليه العار
هود :( ٤٠ ) حتى إذا جاء.....
قوله ) حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور ( حتى هى الابتدائية دخلت على الجملة الشرطية وجعلت غاية لقوله واصنع الفلك بأعيننا
والتنور اختلف في تفسيرها على أقوال الأول أنها وجه الأرض والعرب تسمى وجه الأرض تنورا روى ذلك عن ابن عباس وعكرمة والزهري وابن عيينة الثاني أنه تنور الخبز الذى يخبزونه فيه وبه قال مجاهد وعطية والحسن وروى عن ابن عباس أيضا الثالث أنه موضع اجتماع الماء في السفينة روى عن الحسن الرابع أنه طلوع الفجر من قولهم تنور الفجر روى عن علي بن أبي طالب الخامس أنه مسجد الكوفة روى عن علي أيضا ومجاهد قال مجاهد كان ناحية التنور بالكوفة السادس أنه أعالي الأرض والمواضع المرتفعة قاله قتادة
السابع أنه العين التى بالجزيرة المسماة عين الوردة روى ذلك عن عكرمة الثامن أنه موضع بالهند قال ابن عباس كان تنور آدم بالهند قال النحاس وهذه الأقوال ليست بمتناقضة لأن الله سبحانه قد أخبر بأن الماء قد جاء من السماء والأرض قال ) ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا ( فهذه الأقوال تجتمع في أن ذلك كان علامة هكذا قال وفيه نظر فإن القول الرابع ينافي هذا الجمع ولا يستقيم عليه التفسير بنبع الماء
إلا إذا كان المراد مجرد العلامة كما ذكره آخرا وقد ذكر أهل اللغة أن الفور الغليان والتنور اسم عجمي عربته العرب وقيل معنى فار التنور التمثيل بحضور العذاب كقولهم حمى الوطيس إذا اشتد الحرب ومنه قول الشاعر تركتم قدركم لا شيء فيها
وقدر القوم حامية تفور
يريد الحرب
قوله ) قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين ( أي قلنا يا نوح احمل في السفينة من كل زوجين مما في الأرض من الحيوانات اثنين ذكرا وأنثى وقرأ حفص ) من كل ( بتنوين كل أي من كل شيء زوجين والزوجان للاثنين اللذين لا يستغني أحدهما عن الآخر ويطلق على كل واحد منهما زوج كما يقال للرجل زوج وللمرأة زوج ويطلق على الاثنين إذا استعمل مقابلا للفرد ويطلق الزوج على الضرب والصنف ومثله قوله تعالى ) وأنبتت من كل زوج بهيج ( ومثله قول الأعشى وكل ضرب من الديباج يلبسه
أبو حذافة مخبو بذاك معا
أراد كل صنف من الديباج ) وأهلك ( عطف على زوجين أو على اثنين على قراءة حفص وعلى محل كل زوجين فإنه في محل نصب باحمل أو على اثنين على قراءة الجمهور والمراد امرأته وبنوه ونساؤهم ) إلا من سبق عليه القول ( أي من تقدم الحكم عليه بأنه من المغرقين في قوله ) ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( على الاختلاف السابق فيهم فمن جعلهم جميع الكفار من أهله وغيرهم كان هذا الاستثناء من جملة ) احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك ( ومن قال المراد بهم ولده كنعان وامرأته واعلة أم كنعان جعل الاستثناء من أهلك ويكون متصلا إن أريد بالأهل ما هو أعم من المسلم والكافر منهم ومنقطعا إن أريد بالأهل المسلمون منهم فقط
قوله ) ومن آمن ( معطوف على أهلك أي واحمل في السفينة من آمن من قومك وأفرد الأهل منهم لمزيد العناية