"""""" صفحة رقم ٥٠٥ """"""
أي خلقني فهو الذى يثيبني على ذلك ) أفلا تعقلون ( أن أجر الناصحين إنما هو من رب العالمين قيل إنما قال فيما تقدم في قصة نوح مالا وهنا قال أجرا لذكر الخزائن بعده في قصة نوح ولفظ المال بها أليق
هود :( ٥٢ ) ويا قوم استغفروا.....
ثم أرشدهم إلى الاستغفار والتوبة والمعنى اطلبوا مغفرته لما سلف من ذنوبكم ثم توسلوا إليه بالتوبة وقد تقدم زيادة بيان لمثل هذا في قصة نوح ثم رغبهم في الإيمان بالخير العاجل فقال ) يرسل السماء ( أي المطر ) عليكم مدرارا ( أي كثير الدرور وهو منصوب على الحال درت السماء تدر وتدر فهي مدرار وكان قوم هود أهل بساتين وزرع وعمارة وكانت مساكنهم الرمال التى بين الشام واليمن ) ويزدكم قوة إلى قوتكم ( معطوف على يرسل أي شدة مضافة إلى شدتكم أو خصبا إلى خصبكم أو عزا إلى عزكم قال الزجاج المعنى يزدكم قوة في النعم ) ولا تتولوا مجرمين ( أي لا تعرضوا عما أدعوكم إليه وتقيموا على الكفر مصرين عليه والإجرام الآثام كما تقدم
هود :( ٥٣ ) قالوا يا هود.....
ثم أجابه قومه بما يدل على فرط جهالتهم وعظيم غباوتهم ف ) قالوا يا هود ما جئتنا ببينة ( أي بحجة واضحة نعمل عليها ونؤمن لك بها غير معترفين بما جاءهم به من حجج الله وبراهينه عنادا وبعدا عن الحق ) وما نحن بتاركي آلهتنا ( التى نعبدها من دون الله ومعنى ) عن قولك ( صادرين عن قولك فالظرف في محل نصب على الحال ) وما نحن لك بمؤمنين ( أي بمصدقين في شيء مما جئت به
هود :( ٥٤ ) إن نقول إلا.....
) إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ( أي ما نقول إلا أنه أصابك بعض آلهتنا التى تعيبها وتسفه رأينا في عبادتها بسوء بجنون حتى نشأ عن جنونك ما تقوله لنا وتكرره علينا من التنفير عنها يقال عراه الأمر واعتراه إذا ألم به فأجابهم بما يدل على عدم مبالاته بهم وعلى وثوقه بربه وتوكله عليه وأنهم لا يقدرون على شيء مما يريده الكفار به بل الله سبحانه هو الضار النافع ف ) قال إني أشهد الله واشهدوا ( أنتم ) إني بريء مما تشركون ( به
هود :( ٥٥ ) من دونه فكيدوني.....
) من دونه ( أي من إشراككم من دون الله من غير أن ينزل به سلطانا ) فكيدوني جميعا ( أنتم وآلهتكم إن كانت كما تزعمون من أنها تقدر على الإضرار بي وأنها اعترتني بسوء ) ثم لا تنظرون ( أي لا تمهلوني بل عاجلوني واصنعوا ما بدا لكم وفي هذا من إظهار عدم المبالاة بهم وبأصنامهم التى يعبدونها ما يصك مسامعهم ويوضح عجزهم وعدم قدرتهم على شيء
هود :( ٥٦ ) إني توكلت على.....
) إني توكلت على الله ربي وربكم ( فهو يعصمني من كيدكم وإن بلغتم في تطلب وجوه الإضرار بي كل مبلغ فمن توكل على الله كفاه ثم لما بين لهم توكله على الله وثقته بحفظه وكلاءته وصفه بما يوجب التوكل عليه والتفويض إليه من اشتمال ربوبيته عليه وعليهم وأنه مالك للجميع وأن ناصية كل دابة من دواب الأرض بيده وفي قبضته وتحت قهره وهو تمثيل لغاية التسخير ونهاية التذليل وكانوا إذا أسروا الأسير وأرادوا إطلاقه والمن عليه جزوا ناصيته فجعلوا ذلك علامة لقهره فقال الفراء معنى آخذ بناصيتها مالكها والقادر عليها وقال القتيبي قاهرها لأن من أخذت بناصيته فقد قهرته والناصية قصاص الشعر من مقدم الرأس ثم علل ما تقدم بقوله ) إن ربي على صراط مستقيم ( أي هو على الحق والعدل فلا يكاد يسلطكم علي
هود :( ٥٧ ) فإن تولوا فقد.....
) فإن تولوا ( أي تتولوا فحذفت إحدى التاءين والمعنى فإن تستمروا على الإعراض عنه الإجابة والتصميم على ما أنتم عليه من الكفر ) فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ( ليس علي إلا ذلك وقد لزمتكم الحجة ) ويستخلف ربي قوما غيركم ( جملة مستأنفة لتقرير الوعيد بالهلاك أي يستخلف في دياركم وأموالكم قوما آخرين ويجوز أن يكون عطفا على فقد أبلغتكم وروى حفص عن عاصم أنه قرأ ) ويستخلف ( بالجزم حملا على موضع فقد أبلغتكم ) ولا تضرونه شيئا ( أي بتوليكم ولا تقدرون على كثير من الضرر ولا حقير ) إن ربي على كل شيء حفيظ ( أي رقيب مهيمن عليه يحفظه من كل شيء قيل وعلى بمعنى اللام فيكون المعنى لكل شيء حفيظ فهو يحفظني من أن تنالوني بسوء
هود :( ٥٨ ) ولما جاء أمرنا.....
) ولما جاء أمرنا ( أي عذابنا الذى


الصفحة التالية
Icon