"""""" صفحة رقم ٥٢٨ """"""
مناداة ولا مخالفة وأي مانع من حمل الاستثناء في الموضعين على العصاة من هذه الأمة فالاستثناء الأول يحمل على معنى إلا ما شاء ربك من خروج العصاة من هذه الأمة من النار والاستثناء الثاني يحمل على معنى إلا ما شاء ربك من عدم خلودهم في الجنة كما يخلد غيرهم وذلك لتأخر خلودهم إليها مقدار المدة التى لبثوا فيها في النار
وقد قال بهذا من أهل العلم من قدمنا ذكره وبه قال ابن عباس حبر الأمة وأما الطعن على صاحب رسول الله وحافظ سنته وعابد الصحابة عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فإلى أين يا محمود أتدري ما صنعت وفي أي واد وقعت وعلى أي جنب سقطت ومن أنت حتى تصعد إلى هذا المكان وتتناول نجوم السماء بيديك القصيرة ورجلك العرجاء أما كان لك في مكسرى طلبتك من أهل النحو واللغة ما يردك عن الدخول فيما لا تعرف والتكلم بما لا تدري فيا لله العجب ما يفعل القصور في علم الرواية والبعد عن معفرتها إلى أبعد مكان من الفضيحة لمن لم يعرف قدر نفسه ولا أوقفها حيث أوقفها الله سبحانه
سورة هود الآية ( ١٠٩ ١١٥ )
هود :( ١٠٩ ) فلا تك في.....
لما فرغ الله سبحانه من أقاصيص الكفرة وبيان حال السعداء والأشقياء سلى رسوله ( ﷺ ) بشرح أحوال الكفرة من قومه في ضمن النهي له عن الامتراء في أن ما يعبدونه غير نافع ولا ضار ولا تأثير له في شئ وحذف النون في ) فلا تك ( لكثرة الاستعمال والمرية الشك والإشارة بهؤلاء إلى كفار عصره ( ﷺ ) وقيل المعنى لا تك في شك من بطلان ما يعبد هؤلاء وقيل لا تك في شك من سوء عاقبتهم
ولا مانع من الحمل على جميع هذه المعاني وهذا النهي له ( ﷺ ) هو تعريض لغيره ممن يداخله شيء من الشك فإنه ( ﷺ ) لا يشك في ذلك أبدا ثم بين له سبحانه أن معبودات هؤلاء كمعبودات آبائهم أو أن عبادتهم كعبادة آبائهم من قبل وفي هذا استثناء تعليل للنهي عن الشك والمعنى أنهم سواء في الشرك بالله وعبادة غيره فلا يكن في صدرك حرج مما تراه من قومك فهم كمن قبلهم من طوائف الشرك وجاء بالمضارع في كما يعبد آباؤهم لاستحضار الصورة ثم بين له أنه مجازيهم بأعمالهم فقال ) وإنا لموفوهم نصيبهم ( من العذاب كما وفينا آباءهم لا ينقص من ذلك شيء وانتصاب غير الحال والتوفية لا تستلزم عدم