"""""" صفحة رقم ١١٩ """"""
كالسرابيل وخص القطران لسرعة اشتعال النار فيه مع نتن رائحته وقال جماعة هو النحاس أى قمصانهم من نحاس وقرأ عيسى بن عمر ) من قطران ( بفتح القاف وتسكين الطاء وقرئ بكسر القاف وسكون الطاء وقرئ بفتح القاف والطاء رويت هذه القراءة عن ابن عباس وأبى هريرة وعكرمة وسعيد بن جبير ويعقوب وهذه الجملة فى محل نصب على الحال ) وتغشى وجوههم النار ( أى تعلو وجوههم وتضربها وخص الوجوه لأنها أشرف ما فى البدن وفيها الحواس المدركة والجملة فى محل نصب على الحال أيضا
إبراهيم :( ٥١ ) ليجزي الله كل.....
و ) ليجزي الله ( متعلق بمحذوف أى بفعل ذلك بهم ليجزى ) كل نفس ما كسبت ( من المعاصى أى جزاء موافقا لما كسبت من خير أو شر ) إن الله سريع الحساب ( لا يشغله عنه شئ وقد تقدم تفسيره
إبراهيم :( ٥٢ ) هذا بلاغ للناس.....
) هذا بلاغ ( أى هذا الذى أنزل إليك بلاغ أى تبليغ وكفاية فى الموعظة والتذكير قيل إن الإشارة إلى ما ذكره سبحانه هنا من قوله ) ولا تحسبن الله غافلا ( إلى ) سريع الحساب ( أى هذا فيه كفاية من غير ما انطوت عليه السورة وقيل الإشارة إلى جميع السورة وقيل إلى القرآن ومعنى ) للناس ( للكفار أو لجميع الناس على ما قيل فى قوله ) وأنذر الناس ( ) ولينذروا به ( معطوف على محذوف أى لينصحوا ولينذروا به والمعنى وليخوفوا به وقرئ ) ولينذروا ( بفتح الياء التحتية والذال المعجمة يقال نذرت بالشيء أنذر إذا علمت به فاستعددت له ) وليعلموا أنما هو إله واحد ( أى ليعلموا بالأدلة التكوينية المذكورة سابقا وحدانية الله سبحانه وأنه لا شريك له ) وليذكر أولوا الألباب ( أى ولتعظ أصحاب العقول وهذه اللامات متعلقة بمحذوف والتقدير وكذلك أنزلنا أو متعلقة بالبلاغ المذكور أى كفاية لهم فى أن ينصحوا وينذروا ويعلموا بما أقام الله من الحجج والبراهين وحدانيته سبحانه وأنه لا شريك له وليتعظ بذلك أصحاب العقول التى تعقل وتدرك
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة فى قوله ) إن الله عزيز ذو انتقام ( قال عزيز والله فى أمره يملى وكيده متين ثم إذا انتقم انتقم بقدرة وأخرج مسلم وغيره من حديث كثوبان قال جاء رجل من اليهود إلى رسول الله ( ﷺ ) فقال أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض فقال رسول الله ( ﷺ ) فى الظلمة دون الحسر وأخرج مسلم أيضا وغيره من حديث عائشة قالت أنا أول من سأل رسول الله ( ﷺ ) عن هذه الآية ) يوم تبدل الأرض غير الأرض ( قلت أين الناس يومئذ قال على الصراط وأخرج البزار وابن المنذر والطبرانى فى الأوسط وابن مردويه والبيهقى فى البعث وابن عساكر عن ابن مسعود قال قال رسول الله ( ﷺ ) فى قول الله ) يوم تبدل الأرض غير الأرض ( قال أرض بيضاء كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل بها خطيئة وأخرجه عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانى وأبو الشيخ فى العظمة والحاكم وصححه والبيهقى فى البعث عنه موقوفا نحوه قال البيهقى الموقوف أصح وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن زيد ابن ثابت قال أتى اليهود النبى ( ﷺ ) فقال جاءونى يسألوننى وسأخبرهم قبل أن يسألونى ) يوم تبدل الأرض غير الأرض ( قال أرض بيضاء كالفضة فسألهم فقالوا أرض بيضاء كالنقى وأخرج ابن مردويه مرفوعا عن علي نحو ما تقدم عن ابن مسعود وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أنس موقوفا نحوه وقد روى نحو ذلك عن جماعة من الصحابة وثبت فى الصحيحين من حديث سهل بن سعد قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة نقى وفيهما أيضا من حديث أبى سعيد قال قال رسول الله ( ﷺ ) تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها


الصفحة التالية
Icon