"""""" صفحة رقم ١٣٤ """"""
انتقلوا من بعضها إلى بعض يقال لهم عند الوصول إلى التى أرادوا الإنتقال إليها ادخلوها ومعنى ) بسلام آمنين ( بسلامة من الآفات وأمن من المخافات أو مسلمين على بعضهم بعضا أو مسلما عليهم من الملائكة أو من الله عز وجل
الحجر :( ٤٧ ) ونزعنا ما في.....
) ونزعنا ما في صدورهم من غل ( الغل الحقد والعداوة وقد مر تفسيره فى الأعراف وانتصاب ) إخوانا ( على الحال أى إخوة فى الدين والتعاطف ) على سرر متقابلين ( أى حال كونهم على سرر وعلى صورة مخصوصة وهى التقابل ينظر بعضهم إلى وجه بعض والسرر جمع سرير وقيل هو المجلس الرفيع المهيب للسرور ومنه قولهم سر الوادى لأفضل موضع منه
الحجر :( ٤٨ ) لا يمسهم فيها.....
) لا يمسهم فيها نصب ( أى تعب وإعياء لعدم وجود ما يتسبب عنه ذلك فى الجنة لأنها نعيم خالص ولذة محضة تحصل لهم بسهولة وتوافيهم مطالبهم بلا كسب ولا جهد بل بمجرد خطور شهوة الشيء بقلوبهم يحصل ذلك الشيء عندهم صفوا عفوا ) وما هم منها بمخرجين ( أبدا وفى هذا الخلود الدائم وعلمهم به تمام اللذة وكمال النعيم فإن علم من هو فى نعمة ولذة بانقطاعها وعدمها بعد حين موجب لتنغص نعيمه وتكدر لذته
الحجر :( ٤٩ ) نبئ عبادي أني.....
ثم قال سبحانه بعد أن قص علينا ما للمتقين عنده من الجزاء العظيم والأجر الجزيل ) نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ( أى أخبرهم يا محمد أنى أنا الكثير المغفرة لذنوبهم الكثير الرحمة لهم كما حكمت به على نفسى إن رحمتى سبقت غضبى اللهم اجعلنا من عبادك الذين تفضلت عليهم بالمغفرة وأدخلتهم تحت واسع الرحمة ثم إنه سبحانه لما أمر رسوله بأن يخبر عباده بهذه البشارة العظيمة أمره بأن يذكر لهم شيئا مما يتضمن التخويف والتحذير حتى يجتمع الرجاء والخوف ويتقابل التبشير والتحذير ليكونوا راجين خائفين
الحجر :( ٥٠ ) وأن عذابي هو.....
فقال ) وأن عذابي هو العذاب الأليم ( أى الكثير الإيلام وعند أن جمع الله لعباده بين هذين الأمرين من التبشير والتحذير صاروا فى حالة وسطا بين اليأس والرجاء وخير الأمور أوساطها وهى القيام على قدمى الرجاء والخوف وبين حالتى الأنس والهيبة
الحجر :( ٥١ ) ونبئهم عن ضيف.....
وجملة ) ونبئهم عن ضيف إبراهيم ( معطوفة على جملة ) نبئ عبادي ( أى أخبرهم بما جرى على إبراهيم من الأمر الذى اجتمع فيه له الرجاء والخوف والتبشير الذى خالطه نوع من الوجل ليعتبروا بذلك ويعلموا أنها سنة الله سبحانه فى عباده وأيضا لما اشتملت القصة على إنجاء المؤمنين وإهلاك الظالمين كان فى ذلك تقريرا لكونه الغفور الرحيم وأن عذابه هو العذاب الأليم وقد مر تفسير هذه القصة فى سورة هود
الحجر :( ٥٢ ) إذ دخلوا عليه.....
وانتصاب ) إذ دخلوا عليه ( بفعل مضمر معطوف على ) نبئ عبادي ( أى واذكر لهم دخلوهم عليه أو فى محل نصب على الحال والضيف فى الأصل مصدر ولذلك وحد وإن كانوا جماعة وسمى ضيفا لإضافته إلى المضيف ) فقالوا سلاما ( أى سلمنا سلاما ) قال إنا منكم وجلون ( أى فزعون خائفون وإنما قال هذا بعد أن قرب إليهم العجل فرآهم لا يأكلون منه كما تقدم فى سورة هود ) فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ( وقيل أنكر السلام منهم لأنه لم يكن فى بلادهم وقيل أنكر دخولهم عليه بغير استئذان
الحجر :( ٥٣ ) قالوا لا توجل.....
) قالوا لا توجل ( أى قالت الملائكة لا تخف وقرئ لا تاجل ولا توجل من أوجله أى أخافه وجملة ) إنا نبشرك بغلام عليم ( مستأنفة لتعليل النهى عن الوجل والعليم كثير العلم وقيل هو الحليم كما وقع فى موضع آخر من القرآن وهذا الغلام هو إسحاق كما تقدم فى هود ولم يسمه هنا ولا ذكر التبشير بيعقوب اكتفاء بما سلف
الحجر :( ٥٤ ) قال أبشرتموني على.....
) قال أبشرتموني ( قرأ الجمهور بألف الإستفهام وقرأ الأعمش ؟ بشرتمونى ؟ بغير الألف ) على أن مسني الكبر ( فى محل نصب على الحال أى مع حالة الكبر والهرم ) فبم تبشرون ( استفهام تعجب كأنه عجب من حصول الولد له مع ما قد صار إليه من الهرم الذى جرت العادة بأنه لا يولد لمن بلغ إليه والمعنى فبأى شيء تبشرون فإن البشارة بما لا يكون عادة لا تصح وقرأ نافع ) تبشرون ( بكسر النون والتخفيف وإبقاء الكسرة لتدل على الياء المحذوفة وقرأ ابن كثير


الصفحة التالية
Icon