"""""" صفحة رقم ١٧٦ """"""
ومعنى ) مختلف ألوانه ( أن بعضه أبيض وبعضه أحمر وبعضه أزرق وبعضه أصفر باختلاف ذوات النحل وألوانها ومأكولاتها وجمهور المفسرين على أن العسل يخرج من أفواه النحل وقيل من أسفلها وقيل لا يدرى من أين يخرج منها والضمير فى قوله ) فيه شفاء للناس ( راجع إلى الشراب الخارج من بطون النحل وهو العسل وإلى هذا ذهب الجمهور وقال الفراء وابن كيسان وجماعة من السلف إن الضمير راجع إلى القرآن ويكون التقدير فيما قصصنا عليكم من الآيات والبراهين شفاء للناس ولا وجه للعدول عن الظاهر ومخالفة المرجع الواضح والسياق البين
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد اختلف أهل العلم هل هذا الشفاء الذى جعله الله فى العسل عام لكل داء أو خاص ببعض الأمراض فقالت طائفة هو على العموم وقالت طائفة إن ذلك خاص ببعض الأمراض ويدل على هذا أن العسل نكرة فى سياق الإثبات فلا يكون عاما وتنكيره إن أريد به التعظيم لا يدل إلا على أن فيه شفاء عظيما لمرض أو أمراض لا لكل مرض فإن تنكير التعظيم لا يفيد العموم والظاهر المستفاد من التجربة ومن قوانين علم الطب أنه إذا استعمل منفردا كان دواء لأمراض خاصة وإن خلط مع غيره كالمعاجين ونحوها كان مع ما خلط به دواء لكثير من الأمراض وبالجملة فهو من أعظم الأغذية وأنفع الأدوية وقليلا ما يجتمع هذان الأمران فى غيره ) إن في ذلك ( المذكور من أمر النحل ) لآية لقوم يتفكرون ( أى يعملون أفكارهم عند النظر فى صنع الله سبحانه وعجائب مخلوقاته فإن أمر النحل من أعجبها وأغربها وأدقها وأحكمها
وقد أخرج عبد الرزاق والفريابى وسعيد بن منصور وأبو داود فى ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس والحاكم وصححه والبيهقى فى سننه وابن مردويه عن ابن عباس أنه سئل عن قوله ) تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ( قال السكر ما حرم من ثمرتهما والرزق الحسن ما حل وأخرج الفريابى وابن أبى حاتم وابن مردويه عنه قال السكر الحرام والرزق الحسن زبيبه وخله وعنبه ومنافعه وأخرج أبو داود فى ناسخه وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه أيضا قال السكر النبيذ والرزق الحسن الزبيب فنسختها هذه الآية ) إنما الخمر والميسر ( وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والبيهقى عنه أيضا فى الآية قال فحرم الله بعد ذلك السكر منع تحريم الخمر لأنه منه ثم قال ) ورزقا حسنا ( فهو الحلال من الخل والزبيب والنبيذ وأشباه ذلك فأقره الله وجعله حلال للمسلمين وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وابن أبى حاتم عن ابن عمر أنه سئل عن السكر فقال الخمر بعينها وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود قال السكر خمر وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس ) وأوحى ربك إلى النحل ( قال ألهمها وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فى قوله ) فاسلكي سبل ربك ذللا ( قال طرقا لا يتوعر عليها مكان سلكته وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة ذللا قال مطيعة وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال ذليلة وأخرج ابن جرير عن ابن عباس فى قوله ) يخرج من بطونها شراب ( قال العسل وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن أبى حاتم عن مجاهد فى الآية قال هو العسل فيه الشفاء وفى القرآن وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير عن ابن مسعود قال إن العسل شفاء من كل داء والقرآن شفاء لما فى الصدور وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانى وابن مردويه عن ابن مسعود قال عليكم بالشفاءين العسل والقرآن وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه ابن مردويه والبيهقى فى الشعب وابن السنى وأبو نعيم والخطيب عن ابن مسعود قال قال رسول الله ( ﷺ ) عليكم بالشفاءين العسل والقرآن وقد وردت


الصفحة التالية
Icon