"""""" صفحة رقم ٢١ """"""
يوسف :( ٣٠ ) وقال نسوة في.....
يقال نسوة بضم النون وهى قراءة الأعمش والفضل وسليمان ويقال نسوة بكسر النون وهى قراءة الباقين والمراد جماعة من النساء ويجوز التذكير فى الفعل المسند إليهن كما يجوز التأنيث قيل وهن امرأة ساقى العزيز وامرأة خبازه وامرأة صاحب دوابه وامرأة صاحب سجنه وامرأة حاجبه والفتى فى كلام العرب الشاب والفتاة الشابة والمراد به هنا غلامها يقال فتاى وفتاتى أي غلامي وجاريتي وجمله ) قد شغفها حبا ( فى محل رفع على أنها خبر ثان للمبتدا أو فى محل نصب على الحال ومعنى ) شغفها حبا ( غلبها حبه وقيل دخل حبه فى شغافها قال أبو عبيدة وشغاف القلب غلافه وهو جلدة عليه وقيل هو وسط القلب وعلى هذا يكون المعنى دخل حبه إلى شغافها فغلب عليه وأنشد الأصمعي قول الراجز يتبعها وهى له شغاف
وقرأ جعفر بن محمد وابن محيصن والحسن شعفها بالعين المهملة قال ابن الأعرابي معناه أجرى حبه عليها وقرأ غيرهم بالمعجمة قال الجوهري شعفه الحب أحرق قلبه وقال أبو زيد أمرضه قال النحاس معناه عند أكثر أهل اللغة قد ذهب بها كل مذهب لأن شعاف الجبال أعاليها وقد شغف بذلك شغفا باسكان الغين المعجمة إذا ولع به وأنشد أبو عبيدة بيت امرئ القيس
أتقتلنى من قد شغفت فؤادها كما شغف المهنوة الرجل الطالي
قال فشبهت لوعة الحب بذلك وقرأ الحسن ) قد شغفها ( بضم الغين قال النحاس وحكى قد شغفها بكسر الغين ولا يعرف ذلك فى كلام العرب إلا شغفها بفتح الغين ويقال إن الشغاف الجلدة اللاصقة بالكبد التى لا ترى وهى الجلدة البيضاء فكأنه لصق حبه بقلبها كلصوق الجلدة بالكبد وجملة ) إنا لنراها في ضلال مبين ( مقررة لمضمون ما قبلها والمعنى إنا لنراها أي نعلمها فى فعلها هذا وهو المراودة لفتاها فى ضلال عن طريق الرشد والصواب مبين واضح لا يلتبس على من نظر فيه
يوسف :( ٣١ ) فلما سمعت بمكرهن.....
) فلما سمعت ( امرأة العزيز ) بمكرهن ( أي بغيبتهن إياها سميت الغيبة مكرا لاشتراكهما فى الإخفاء وقيل أردن أن يتوسلن بذلك إلى رؤية يوسف فلهذا سمى قولهن مكرا وقيل إنها أسرت عليهن فافشين سرها فسمى ذلك مكرا ) أرسلت إليهن ( أي تدعوهن إليها لينظرن إلى يوسف حتى يقعن فيما وقعت فيه ) وأعتدت لهن متكأ ( أي هيأت لهن مجالس يتكئن عليها وأعتدت من الاعتداد وهو كل ما جعلته عدة لشئ وقرأ مجاهد وسعيد بن جبير متكا مخففا غير مهموز والمتك هو الأترج بلغة القبط ومنه قول الشاعر
نشرب الإثم بالصواع جهارا وترى المتك بيننا مستعارا
وقيل إن ذلك هو لغة أزدشنوءة وقيل حكى ذلك عن الأخفش وقال الفراء إنه ماء الورد وقرأ الجمهور ) متكأ ( بالهمز والتشديد وأصح ما قيل فيه إنه المجلس وقيل هو الطعام وقيل المتكأ كل ما اتكىء عليه عند طعام أو شراب أو حديث وحكى القتيبى أنه يقال اتكأنا عند فلان أي أكلنا ومنه قول الشاعر
فظللنا بنعمة واتكأنا وشربنا الحلال من قلله
ويؤيد هذا قوله ) وآتت كل واحدة منهن سكينا ( فإن ذلك إنما يكون لشىء يأكلنه بعد أن يقطعنه والسكين تذكر وتؤنث قاله الكسائي والفراء قال الجوهري والغالب عليه التذكير والمراد من إعطائها لكل واحدة سكينا أن يقطعن ما يحتاج إلى التقطيع من الأطعمة ويمكن أنها أرادت بذلك ما سيقع منهن من تقطيع أيديهن ) وقالت ( ليوسف ) اخرج عليهن ( أي فى تلك الحالة التى هن عليها من الاتكاء والأكل وتقطيع ما يحتاج إلى التقطيع من الطعام قوله ) فلما رأينه أكبرنه ( أي عظمنه وقيل أمذين ومنه قول الشاعر


الصفحة التالية
Icon