"""""" صفحة رقم ٢١١ """"""
الياء وضم الشين وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الشين من التبشير أى يبشر بما اشتمل عليه من الوعد بالخير آجلا وعاجلا للمؤمنين ) الذين يعملون الصالحات ( التى أرشد إلى عملها القرآن ) أن لهم أجرا كبيرا ( أى بأن لهم
الإسراء :( ١٠ ) وأن الذين لا.....
) وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة ( وأحكامها المبينة فى القرآن ) أعتدنا لهم عذابا أليما ( وهو عذاب النار وهذه الجملة معطوفة على جملة يبشر بتقدير يخبر أى ويخبر بأن الذين لا يؤمنون بالآخرة وقيل معطوفة على قوله ) أن لهم أجرا كبيرا ( ويراد بالتبشير مطلق الإخبار أو يكون المراد منه معناه الحقيقى ويكون الكلام مشتملا على تبشير المؤمنين ببشارتين الأولى ما لهم من الثواب والثانية ما لأعدائهم من العقاب
الإسراء :( ١١ ) ويدع الإنسان بالشر.....
) ويدع الإنسان بالشر ( المراد بالإنسان هنا الجنس لوقوع هذا الدعاء من بعض أفراده وهو دعاء الرجل على نفسه وولده عند الضجر بما لا يحب أن يستجاب له ) دعاءه بالخير ( أى مثل دعائه لربه بالخير لنفسه ولأهله كطلب العافية والرزق ونحوهما فلو استجاب الله دعاءه على نفسه بالشر هلك لكنه لم يستجب تفضلا منه ورحمة ومثل ذلك ) ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير ( وقد تقدم وقيل المراد بالإنسان هنا القائل هذه المقالة هو الكافر يدعو لنفسه بالشر وهو استعجال العذاب دعاه بالخير كقول القائل اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم وقيل هو أن يدعو فى طلب المحظور كدعائه فى طلب المباح وحذفت الواو من ويدع الإنسان فى رسم المصحف لعدم التلفظ بها لوقوع اللام الساكنة بعدها كقوله ) سندع الزبانية ( ويمح الله الباطل وسوف يؤت الله المؤمنين ونحو ذلك ) وكان الإنسان عجولا ( أى مطبوعا على العجلة ومن عجلته أنه يسأل الشر كما يسأل الخير وقيل إشارته إلى آدم عليه السلام حين نهض قبل أن تكمل فيه الروح والمناسب للسياق هو الأول
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) وقضينا إلى بني إسرائيل ( قال أعلمناهم وأخرج ابن أبى حاتم عنه قال أخبرناهم وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عنه أيضا قضينا إلى بنى إسرائيل قضينا عليهم وأخرج ابن عساكر فى تاريخه عن على فى قوله ) لتفسدن في الأرض مرتين ( قال الأولى قتل زكريا والآخرة قتل يحيى وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود فى الآية قال كان أول الفساد قتل زكريا فبعث الله عليهم ملك النبط ثم إن بنى إسرائيل تجهزوا فغزوا النبط فأصابوا منهم فذلك قوله ) ثم رددنا لكم الكرة عليهم ( وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس قال بعث الله عليهم فى الأولى جالوت وبعث عليهم فى المرة الأخرى بختنصر فعادوا فسلط الله عليهم المؤمنين وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عنه ) فجاسوا ( قال فمشوا وأخرج ابن جرير عنه أيضا قال ) تتبيرا ( تدميرا وأخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك فى قوله ) عسى ربكم أن يرحمكم ( قال كانت الرحمة التى وعدهم بعث محمد ( ﷺ ) وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم عن قتادة فى قوله ) وإن عدتم عدنا ( قال فعادوا فبعث الله سبحانه عليهم محمدا ( ﷺ ) فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون واعلم أنها قد اختلفت الروايات فى تعيين الواقع منهم فى المرتين وفى تعيين من سلطه الله عليهم وفى كيفية الإنتقام منهم ولا يتعلق بذلك كثير فائدة وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ( قال سجنا وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عنه قال معنى حصيرا جعل الله مأواهم فيها وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن الحسن فى قوله ) حصيرا ( قال فراشا ومهادا وأخرج ابن جرير عن ابن زيد فى قوله ) إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ( قال للتى هى أصوب وأخرج الحاكم عن ابن مسعود أنه كان يتلو كثيرا


الصفحة التالية
Icon