"""""" صفحة رقم ٢٥٢ """"""
المفسرين على أن المقام المحمود هو مقام الشفاعة القول الثانى أن المقام المحمود إعطاء النبى ( ﷺ ) لواء الحمد يوم القيامة ويمكن أن يقال إن هذا لا ينافى القول الأول إذ لا منافاة بين كونه قائما مقام الشفاعة وبيده لواء الحمد القول الثالث أن المقام المحمود هو أن الله سبحانه يجلس محمدا ( ﷺ ) معه على كرسيه حكاه ابن جرير عن فرقة منهم مجاهد وقد ورد فى ذلك حديث وحكى النقاش عن أبى داود السجستانى أنه قال من أنكر هذا الحديث فهو عندنا متهم ما زال أهل العلم يتحدثون بهذا الحديث قال ابن عبد البر مجاهد وإن كان أحد الأئمة بالتأويل فإن له قولين مهجورين عند أهل العلم أحدهما هذا والثانى فى تأويل ) وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ( قال معناه تنتظر الثواب وليس من النظر انتهى وعلى كل حال فهذا القول غير مناف للقول الأول لإمكان أن يقعده الله سبحانه هذا المقعد ويشفع تلك الشفاعة القول الرابع أنه مطلق فى كل مقام يجلب الحمد من أنواع الكرامات ذكره صاحب الكشاف والمقتدون به فى التفسير ويجاب عنه بأن الأحاديث الصحيحة الواردة فى تعيين هذا المقام المحمود متواترة فالمصير إليها متعين وليس فى الآية عموم فى اللفظ حتى يقال الإعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ومعنى قوله وهو مطلق فى كل ما يجلب الحمد أنه عام فى كل ما هو كذلك ولكنه يعبر عن العام بلفظ المطلق كما ذكره فى ذبح البقرة ولهذا قال هنا وقيل المراد الشفاعة وهى نوع واحد مما يتناوله يعنى لفظ المقام والفرق بين العموم البدلى والعموم الشمولى معروف فلا نطيل بذكره
الإسراء :( ٨٠ ) وقل رب أدخلني.....
) وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ( قرأ الجمهور ؟ مدخل صدق ومخرج صدق ؟ بضم الميمين وقرأ الحسن وأبو العالية ونصر بن عاصم بفتحهما وهما مصدران بمعنى الإدخال والإخراج والإضافة إلى الصدق لأجل المبالغة نحو حاتم الجود أى إدخالا يستأهل أن يسمى إدخالا ولا يرى فيه ما يكره قال الواحدي وإضافتهما إلى الصدق مدح لهما وكل شيء أضفته إلى الصدق فهو مدح
وقد اختلف المفسرون فى معنى الآية فقيل نزلت حين أمر بالهجرة يريد إدخال المدينة والإخراج من مكة واختاره ابن جرير وقيل المعنى أمتنى إماتة صدق وابعثنى يوم القيامة مبعث صدق وقيل المعنى أدخلني فيما أمرتني به وأخرجني مما نهيتني عنه وقيل إدخاله موضع الأمن وإخراجه من بين المشركين وهو كالقول الأول وقيل المراد إدخال عز وإخراج نصر وقيل المعنى أدخلني فى الأمر الذى أكرمتني به من النبوة مدخل صدق واخرجني منه إذا أمتني مخرج صدق وقيل أدخلني القبر عند الموت مدخل صدق وأخرجني منه عند البعث مخرج صدق وقيل أدخلني حيثما أدخلتني بالصدق وأخرجني بالصدق وقيل الآية عامة فى كل ما تتناوله من الأمور فهى دعاء ومعناها رب أصلح لي وردي فى كل الأمور وصدري عنها ) واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ( أى حجة ظاهرة قاهرة تنصرني بها على جميع من خالفني وقيل اجعل لي من لدنك ملكا وعزا قويا وكأنه ( ﷺ ) علم أنه لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان فسأل سلطانا نصيرا وبه قال الحسن وقتادة واختاره ابن جرير قال ابن كثير وهو الأرجح لأنه لا بد مع الحق من قهر لمن عاداه وناوأه ولهذا يقول تعالى ) لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ( وفى الحديث إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن أى ليمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام ما لا يمنع كثيرا من الناس بالقرآن وما فيه من الوعيد الأكيد والتهديد الشديد وهذا هو الواقع انتهى
الإسراء :( ٨١ ) وقل جاء الحق.....
) وقل جاء الحق وزهق الباطل ( المراد بالحق الإسلام وقيل القرآن وقيل الجهاد