"""""" صفحة رقم ٢٥٧ """"""
سورة الإسراء الآية ( ٩٢ ٩٣ )
الإسراء :( ٨٦ ) ولئن شئنا لنذهبن.....
لما بين سبحانه أنه ما آتاهم من العلم إلا قليلا بين أنه لو شاء أن يأخذ منهم هذا القليل لفعل فقال ) ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ( واللام هى الموطئة ولنذهبن جواب القسم ساد مسد جواب الشرط قال الزجاج معناه لو شئنا لمحوناه من القلوب ومن الكتب حتى لا يوجد له أثر انتهى وعبر عن القرآن بالموصول تفخيما لشأنه ) ثم لا تجد لك به ( أى بالقرآن ) علينا وكيلا ( أى لا تجد من يتوكل علينا فى رد شئ منه بعد أن ذهبنا به
الإسراء :( ٨٧ ) إلا رحمة من.....
والإستثناء بقوله ) إلا رحمة من ربك ( إن كان متصلا فمعناه إلا أن يرحمك ربك فلا نذهب به وإن كان منقطعا فمعناه لكن لا يشأ ذلك رحمة من ربك أو لكن رحمة من ربك تركته غير مذهوب به ) إن فضله كان عليك كبيرا ( حيث جعلك رسولا وأنزل عليك الكتاب وصيرك سيد ولد آدم وأعطاك المقام المحمود وغير ذلك مما أنعم به عليه
الإسراء :( ٨٨ ) قل لئن اجتمعت.....
ثم احتج سبحانه على المشركين بإعجاز القرآن فقال ) قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ( المنزل من عند الله الموصوف بالصفات الجليلة من كمال البلاغة وحسن النظم وجزالة اللفظ ) لا يأتون بمثله ( أظهر فى مقام الإضمار ولم يكتف بأن يقول لا يأتون به على أن الضمير راجع إلى المثل المذكور لدفع توهم أن يكون له مثل معين وللإشعار بأن المراد نفى المثل على أى صفة كان وهو جواب قسم محذوف كما تدل عليه اللام الموطئة وساد مسد جواب الشرط ثم أوضح سبحانه عجزهم عن المعارضة سواء كان المتصدى لها كل واحد منهم على الإنفراد أو كان المتصدر بها المجموع بالمظاهرة فقال ) ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( أى عونا ونصيرا وجواب لو محذوف والتقدير ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا لا يأتون بمثله فثبت أنهم لا يأتون بمثله على كل حال وقد تقدم وجه إعجاز القرآن فى أوائل سورة البقرة فى هذه الآية رد لما قاله الكفار ) لو نشاء لقلنا مثل هذا ( وإكذاب لهم
الإسراء :( ٨٩ ) ولقد صرفنا للناس.....
ثم بين سبحانه أن الكفار مع عجزهم عن المعارضة استمروا على كفرهم وعدم إيمانهم فقال ) ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ( أى رددنا القول فيه بكل مثل يوجب الإعتبار من الآيات والعبر والترغيب والترهيب والأوامر والنواهي وأقاصيص الأولين والجنة والنار والقيامة ) فأبى أكثر الناس إلا كفورا ( يعنى من أهل مكة فإنهم جحدوا وأنكروا كون القرآن كلام الله بعد قيام الحجة عليهم واقترحوا من الآيات ما ليس لهم وأظهر فى مقام الإضمار حيث قال فأبى أكثر الناس توكيدا أو توضيحا ولما كان ) أبى ( مؤولا بالنفي أى ما قبل أو لم يرض صح الإستثناء منه قوله ) إلا كفورا )
الإسراء :( ٩٠ ) وقالوا لن نؤمن.....
(وقالوا لن نؤمن لك ( أى قال رؤساء مكة كعتبة وشيبة ابني ربيعة وأبى سفيان والنضر بن الحرث ثم علقوا نفي إيمانهم بغاية طلبوها فقالوا ) حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ( قرأ حمزة والكسائي وعاصم حتى تفجر مخففا مثل تقتل وقرأ الباقون بالتشديد ولم يختلفوا فى ) فتفجر الأنهار ( أنها مشددة ووجه ذلك أبو حاتم بأن الأولى بعدها ينبوع وهو واحد والثانية بعدها الأنهار وهى جمع وأجنب عنه بأن الينبوع وإن كان واحدا فى اللفظ فالمراد به الجمع فإن الينبوع العيون التى لا تنضب ويرد بأن الينبوع عين الماء والجمع الينابيع وإنما يقال للعين ينبوع إذا كانت غزيرة من شأنها النبوع من غير انقطاع والياء زائدة كيعبوب من عب الماء
الإسراء :( ٩١ ) أو تكون لك.....
) أو تكون لك جنة ( أى بستان تستر أشجاره أرضه والمعنى هب أنك لا تفجر الأنهار لأجلنا ففجرها من أجلك بأن تكون لك جنة ) من نخيل وعنب فتفجر الأنهار ( أى تجريها بقوة ) خلالها تفجيرا ( أى وسطها تفجيرا كثيرا
الإسراء :( ٩٢ ) أو تسقط السماء.....
) أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا (


الصفحة التالية
Icon