"""""" صفحة رقم ٢٨٣ """"""
آمنوا والعائد محذوف أى من أحسن منهم عملا
الكهف :( ٣١ ) أولئك لهم جنات.....
وجملة ) أولئك لهم جنات عدن ( استئناف لبيان الأجر والإشارة إلى من تقدم ذكره وقيل يجوز أن يكون أولئك خبر إن الذين آمنوا وتكون جملة ) إنا لا نضيع ( اعتراضا ويجوز أن يكون أولئك خبرا بعد خبر وقد تقدم الكلام فى جنات عدن وفى كيفية جري الأنهار من تحتها ) يحلون فيها من أساور من ذهب ( قال الزجاج أساور جمع أسورة وأسورة جمع سوار وهى زينة تلبس فى الزند من اليد وهى من زينة الملوك قيل يحلى كل واحد منهم ثلاثة أسورة واحد من فضة واحد من لؤلؤ وواحد من ذهب وظاهر الآية أنها جميعها من ذهب ويمكن أن يكون قول القائل هذا جمعا بين الآيات لقوله سبحانه فى آية أخرى ) أساور من فضة ( ولقوله فى آية أخرى ) ولؤلؤا ( ومن فى قوله من أساور للابتداء وفى من ذهب للبيان وحكى الفراء يحلون بفتح الياء وسكون الحاء وفتح اللام يقال حليت المرأة تحلى فهى حالية إذا لبست الحلي ) ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق ( قال الكسائي السندس الرقيق واحده سندسة والإستبرق ما ثخن وكذا قال المفسرون وقيل الاستبرق هو الديباج كما قال الشاعر وإستبرق الديباج طور لباسها
وقيل هو المنسوج بالذهب قال القتيبي هو فارسي معرب قال الجوهري وتصغيره أبيرق وخص الأخضر لأنه الموافق للبصر ولكونه أحسن الألوان ) متكئين فيها على الأرائك ( قال الزجاج الأرائك جمع أريكة وهى السرر فى الحجال وقيل هى أسرة من ذهب مكللة بالدر والياقوت وأصل اتكأ أو تكأ وأصل متكئين موتكئين والاتكاء التحامل على الشيء ) نعم الثواب ( ذلك الذى أثابهم الله به ) وحسنت ( تلك الأرائك ) مرتفقا ( أى متكأ وقد تقدم قريبا
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فى قوله ) ملتحدا ( قال ملتجأ وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم فى الحلية والبيهقي فى الشعب عن سلمان قال جاءت المؤلفة قلوبهم عيينة بن بدر والأقرع ابن حابس قالوا يا رسول الله لو جلست فى صدر المجلس وتغيبت عن هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف جالسناك وحادثناك وأخذنا عنك فأنزل الله ) واتل ما أوحي إليك ( إلى قوله ) إنا أعتدنا للظالمين نارا ( زاد أبو الشيخ عن سلمان أن رسول الله ( ﷺ ) قام يلتمسهم حتى أصابهم فى مؤخر المسجد يذكرون الله تعالى فقال الحمد لله الذى لم يمتنى حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي معكم المحيا والممات وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن عبد الرحمن بن سهل ابن حنيف قال نزلت على رسول الله ( ﷺ ) وهو فى بعض أبياته ) واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ( فخرج يلتمسهم فوجد قوما يذكرون الله منهم ثائر الرأس وحاف الجلد وذو الثوب الخلق فلما رآهم جلس معهم وقال الحمد لله الذى جعل فى أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم وأخرج البزار عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا جاء رسول الله ( ﷺ ) ورجل يقرأ سورة الحجر أو سورة الكهف فسكت فقال رسول الله ( ﷺ ) هذا المجلس الذى أمرت أن أصبر نفسي معهم وفى الباب روايات وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن نافع قال أخبرني عبد الله بن عمر فى هذه الآية ) واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ( أنهم الذين يشهدون الصلوات الخمس وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس مثله وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فى قوله ) واصبر نفسك ( الآية قال نزلت فى صلاة الصبح وصلاة العصر وأخرج ابن مردويه من طريق جوبير عن الضحاك عن ابن عباس فى قوله ) ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ( قال نزلت فى أمية بن


الصفحة التالية
Icon