"""""" صفحة رقم ٣٠٩ """"""
قالوا ياذا القرنين قال النحاس وهذا الذى ذكره لا يلزم لجواز أن يكون الله عز وجل خاطبه على لسان نبي فى وقته وكأن ذا القرنين خاطب أولئك القوم فلا يلزم ما ذكره ويمكن أن يكون مخاطبا للنبي الذى خاطبه الله على لسانه أو خاطب قومه الذين وصل بهم إلى ذلك الوضع قال ثعلب إن فى قوله ) إما أن تعذب وإما أن تتخذ ( فى موضع نصب ولو رفعت لكان صوابا بمعنى فأما هو كقول الشاعر فسيروا فإما حاجة تقضيانها
وإما مقيل صالح وصديق
الكهف :( ٨٨ ) وأما من آمن.....
) وأما من آمن ( بالله وصدق دعوتي ) وعمل ( عملا ) صالحا ( مما يقتضيه الإيمان ) فله جزاء الحسنى ( قرأ أهل المدينة وأبو عمرو وعاصم وابن كثير وابن عامر ) فله جزاء ( بالرفع على الابتداء أى جزاء الخصلة الحسنى عند الله أو الفعلة الحسنى وهى الجنة قاله الفراء وإضافة الجزاء إلى الحسنى التى هى الجنة كإضافة حق اليقين ودار الآخرة ويجوز أن يكون هذا الجزاء من ذي القرنين أى أعطيه وأتفضل عليه وقرأ سائر الكوفيين ) فله جزاء الحسنى ( بنصب جزاء وتنوينه قال الفراء انتصابه على التمييز وقال الزجاج هو مصدر فى موضع الحال أى مجزيا بها جزاء وقرأ ابن عباس ومسروق بنصب ) جزاء ( من غير تنوين قال أبو حاتم هى على حذف التنوين لالتقاء الساكنين قال النحاس وهذا عند غيره خطأ لأنه ليس موضع حذف تنوين لالتقاء الساكنين وقرئ برفع ) جزاء ( منونا على أنه مبتدأ والحسنى بدل منه والخبر الجار والمجرور ) وسنقول له من أمرنا يسرا ( أى مما نأمر به قولا ذا يسر ليس بالصعب الشاق أو أطلق عليه المصدر مبالغة
الكهف :( ٨٩ ) ثم أتبع سببا
) ثم أتبع سببا ( أى طريقا آخر غير الطريق الأولى وهى التى رجع بها من المغرب وسار فيها إلى المشرق
الكهف :( ٩٠ ) حتى إذا بلغ.....
) حتى إذا بلغ مطلع الشمس ( أى الموضع الذى تطلع عليه الشمس أولا من معمور الأرض أو مكان طلوعها لعدم المانع شرعا ولا عقلا من وصوله إليه كما أوضحناه فيما سبق ) وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ( يسترهم لا من البيوت ولا من اللباس بل هم حفاة عراة لا يأوون إلى شيء من العمارة قيل لأنهم بأرض لا يمكن أن يستقر عليها البناء
الكهف :( ٩١ ) كذلك وقد أحطنا.....
) كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا ( أى كذلك أمر ذي القرنين أتبع هذه الأسباب حتى بلغ وقد علمنا حين ملكناه ما عنده من الصلاحية لذلك الملك والاستقلال به وقيل المعنى لم نجعل لهم سترا مثل ذلك الستر الذى جعلنا لكم من الأبنية والثياب وقيل المعنى كذلك بلغ مطلع الشمس مثل ما بلغ من مغربها وقيل المعنى كذلك تطلع على قوم مثل ذلك القبيل الذى تغرب عليهم فقضى فى هؤلاء كما قضى فى أولئك من تعذيب الظالمين والإحسان إلى المؤمنين ويكون تأويل الإحاطة بما لديه فى هذه الوجوه على ما يناسب ذلك كما قلنا فى الوجه الأول
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال قالت اليهود للنبي ( ﷺ ) يا محمد إنك إنما تذكر إبراهيم وموسى وعيسى والنبيين إنك سمعت ذكرهم منا فأخبرنا عن نبي لم يذكره الله فى التوراة إلا فى مكان واحد قال ومن هو قالوا ذو القرنين قال ما بلغني عنه شيء فخرجوا فرحين قد غلبوا فى أنفسهم فلم يبلغوا باب البيت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات ) ويسألونك عن ذي القرنين ( وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) ما أدري أتبع كان نبيا أم لا وما أدري أذو القرنين كان نبيا أم لا وما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا وأخرج ابن مردويه عن سالم بن أبي الجعد قال سئل علي عن ذي القرنين أنبي هو قال سمعت نبيكم ( ﷺ ) يقول هو عبد ناصح الله فنصحه وأخرج ابن عبد الحكم فى فتوح مصر وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري فى المصاحف وابن أبي عاصم فى السنة وابن مردويه من طريق أبي الطفيل أن ابن الكول


الصفحة التالية
Icon