"""""" صفحة رقم ٣١٩ """"""
سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك فى عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك وأخرج الحاكم وصححه والبيهقى عن أبى هريرة أن رجلا قال يا رسول الله الرجل يجاهد فى سبيل الله وهو يبتغى عرضا من الدنيا فقال لا أجر له فأعظم الناس ذلك فعاد الرجل فقال لا أجر له وأخرج ابن أبى الدنيا فى الإخلاص وابن جرير فى تهذيبه والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقى عن شداد بن أوس قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله ( ﷺ ) الشرك الأصغر وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبى الدنيا والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقى عن شداد بن أوس أيضا قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول من صلى يرائى فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك ثم قرأ ) فمن كان يرجو لقاء ربه ( الآية وأخرج الطيالسي وأحمد وابن مردويه وأبو نعيم عن شداد أيضا قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول إن الله يقول أنا خير قسيم لمن أشرك بى من أشرك بى شيئا فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذى أشركه أنا عنه غنى وأخرج أحمد والحكيم الترمذى وابن جرير فى تهذيبه والحاكم وصححه والبيهقى عن أبى سعيد قال قال رسول الله ( ﷺ ) ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندى من المسيخ الشرك الخفى أن يقوم الرجل يصلى لمكان رجل وأخرج أحمد وابن أبى حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقى عن شداد بن أوس سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول أتخوف على أمتى الشرك والشهوة الخفية قلت أتشرك أمتك من بعدك قال نعم أما إنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراءون الناس بأعمالهم قلت يا رسول الله ما الشهوة الخفية قال ليصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه ويواقع شهوته وأخرج أحمد ومسلم وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقى عن أبى هريرة عن النبى ( ﷺ ) عن ربه أنه قال أنا خير الشركاء فمن عمل عملا أشرك فيه غيرى فأنا برئ منه وهو للذى أشرك وفى لفظ فمن أشرك بى أحدا فهو له كله وفى الباب أحاديث كثيرة فى التحذير من الرياء وأنه الشرك الأصغر وأن الله لا يقبله وقد استوفاها صاحب الدر المنثور فى هذا الموضع فليرجع إليه ولكنها لا تدل على أنه المراد بالآية بل الشرك الجلى يدخل تحتها دخولا أوليا وعلى فرض أن سبب النزول هو الرياء كما يشير إلى ذلك ما قدمنا فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر فى علم الأصول
وقد ورد فى فضائل هذه الآية بخصوصها ما أخرجه الطبراني وابن مردويه عن أبى حكيم قال قال رسول الله ( ﷺ ) لو لم ينزل على أمتى إلا خاتمة سورة الكهف لكفتهم وأخرج ابن راهويه والبزار والحاكم وصححه والشيرازي فى الألقاب وابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله ( ﷺ ) من قرأ فى ليلة ) فمن كان يرجو لقاء ربه ( الآية كان له نور من عدن أبين إلى مكة حشوه الملائكة قال ابن كثير بعد إخراجه غريب جدا وأخرج ابن الضريس عن أبى الدرداء قال من حفظ خاتمة الكهف كان له نور يوم القيامة من لدن قرنه إلى قدمه وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن معاوية بن أبى سفيان أنه تلا هذه الآية ) فمن كان يرجو لقاء ربه ( وقال إنها آخر آية نزلت من القرآن قال ابن كثير وهذا أثر مشكل فإن هذه الآية هى آخر سورة الكهف والكهف كلها مكية ولعل معاوية أراد أنه لم ينزل بعدها ما ينسخها ولا يغير حكمها بل هى مثبتة محكمة فاشتبه ذلك على بعض الرواة فروى المعنى على ما فهمه


الصفحة التالية
Icon