"""""" صفحة رقم ٣٢٢ """"""
ابن علي بن الحسين وأبوه علي ويحيى بن يعمر ) خفت ( بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء وفاعله ) الموالي ( أى قلوا وعجزوا عن القيام بأمر الدين بعدى أو انقطعوا بالموت مأخوذا من خفت القوم إذا ارتحلوا وهذه قراءة شاذة بعيدة عن الصواب وقرأ الباقون ) خفت ( بكسر الخاء وسكون الفاء على أن فاعله ضمير يعود إلى زكرياء ومفعوله الموالى ومن ورائي متعلق بمحذوف لا بخفت وتقديره خفت فعل الموالي من بعدى قرأ الجمهور ) ورائي ( بالهمز والمد وسكون الياء وقرأ ابن كثير بالهمز والمد وفتح الياء وروى عنه أنه قرأ بالقصر مفتوح الياء مثل عصاى والموالى هنا هم الأقارب الذين يرثون وسائر العصبات من بني العم ونحوهم والعرب تسمى هؤلاء موالى قال الشاعر مهلا بنى عمنا مهلا موالينا
لا تنشروا بيننا ما كان مدفونا
قيل الموالى الناصرون له واختلفوا فى وجه المخافة من زكرياء لمواليه من بعده فقيل خاف أن يرثوا ماله وأراد أن يرثه ولده فطلب من الله سبحانه أن يرزقه ولدا وقال آخرون إنهم كانوا مهملين لأمر الدين فخاف أن يضيع الدين بموته فطلب وليا يقوم به بعد موته وهذا القول أرجح من الأول لأن الأنبياء لا يورثون وهم أجل من أن يعتنوا بأمور الدنيا فليس المراد هنا وراثة المال بل المراد وراثة العلم والنبوة والقيام بأمر الدين وقد ثبت عن نبينا ( ﷺ ) أنه قال نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) وكانت امرأتي عاقرا ( العاقر هى التى لا تلد لكبر سنها والتى لا تلد أيضا لغير كبر وهى المرادة هنا ويقال للرجل الذى لا يلد عاقرا أيضا ومنه قول عامر بن الطفيل لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا
قال ابن جرير وكان اسم امرأته أشاع بنت فاقود بن ميل وهى أخت حنة وحنة هى أم مريم وقال القتيبى هى أشاع بنت عمران فعلى القول يكون يحيى بن زكرياء ابن خالة أم عيسى وعلى القول الثاني يكونان ابنى خالة كما ورد فى الحديث الصحيح ) فهب لي من لدنك وليا ( أى أعطنى من فضلك وليا ولم يصرح بطلب الولد لما علم من نفسه بأنه قد صار هو وامرأته فى حالة لا يجوز فيها حدوث الولد بينهما وحصوله منهما وقد قيل إنه كان ابن بضع وتسعين سنة وقيل بل أراد بالولى الذى طلبه هو الولد ولا مانع من سؤال من كان مثله لما هو خارق للعادة فإن الله سبحانه قد يكرم رسله بما يكون كذلك فيكون من جملة المعجزات الدالة على صدقهم
مريم :( ٦ ) يرثني ويرث من.....
) يرثني ويرث من آل يعقوب ( قرأ أهل الحرمين والحسن وعاصم وحمزة وابن محيصن واليزيدى ويحيى بن المبارك بالرفع فى الفعلين جميعا على أنهما صفتان للولى وليسا بجواب للدعاء وقرأ يحيى بن يعمر وأبو عمرو ويحيى ابن وثاب والأعمش والكسائي بالجزم فيهما على أنهما جواب للدعاء ورجح القراءة الأولى أبو عبيد وقال هى أصوب فى المعنى لأنه طلب وليا هذه صفته فقال هب لى الذى يكون وارثى ورجح ذلك النحاس وقال لأن جواب الأمر عند النحويين فيه معنى الشرط والمجازاة تقول أطع الله يدخلك الجنة أى إن تطعه يدخلك الجنة وكيف يخبر الله سبحانه بهذا أعنى كونه أن يهب له وليا يرثه وهو أعلم بذلك والوراثة هنا هى وراثة العلم والنبوة على ما هو الراجح كما سلف وقد ذهب أكثر المفسرين إلى أن يعقوب المذكور هنا هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وزعم بعض المفسرين أنه يعقوب بن ماثان أخو عمران بن ماثان وبه قال الكلبي ومقاتل وآل يعقوب هم خاصته الذين يؤول أمرهم إليه للقرابة أو الصحبة أو الموافقة فى الدين وقد كان فيهم أنبياء وملوك وقرئ