"""""" صفحة رقم ٣٣٨ """"""
سورة مريم الآية ( ٦١ ٦٣ )
مريم :( ٥١ ) واذكر في الكتاب.....
قفى سبحانه قصة إبراهيم بقصة موسى لأنه تلوه فى الشرف وقدمه على إسماعيل لئلا يفصل بينه وبين ذكر يعقوب أى واقرأ عليهم من القرآن قصة موسى ) إنه كان مخلصا ( قرأ أهل الكوفة بفتح اللام أى جعلناه مختارا وأخلصناه وقرأ الباقون بكسرها أى أخلص العبادة والتوحيد لله غير مراء للعباد ) وكان رسولا نبيا ( أى أرسله الله إلى عباده فأنبأهم عن الله بشرائعه التى شرعها له فهذا وجه ذكر النبى بعد الرسول مع استلزام الرسالة للنبوة فكأنه أراد بالرسول معناه اللغوى لا الشرعي والله أعلم وقال النيسابورى الرسول الذى معه كتاب من الأنبياء والنبى الذى ينبئ عن الله عز وجل وإن لم يكن معه كتاب وكان المناسب ذكر الأعم قبل الأخص إلا أن رعاية الفاصلة اقتضت عكس ذلك كقوله فى طه ) برب هارون وموسى ( انتهى
مريم :( ٥٢ ) وناديناه من جانب.....
) وناديناه من جانب الطور الأيمن ( أى كلمناه من جانب الطور وهو جبل بين مصر ومدين اسمه زبير ومعنى الأيمن أنه كان ذلك الجانب عن يمين موسى فإن الشجرة كانت فى ذلك الجانب والنداء وقع منها وليس المراد يمين الجبل نفسه فإن الجبال لا يمين لها ولا شمال وقيل معنى الأيمن الميمون ومعنى النداء أنه تمثل له الكلام من ذلك الجانب ) وقربناه نجيا ( أى أدنيناه بتقريب المنزلة حتى كلمناه والنجي بمعنى المناجى كالجليس والنديم فالتقريب هنا هو تقريب التشريف والإكرام مثلت حاله بحال من قربه الملك لمناجاته قال الزجاج قربه منه فى المنزلة حتى سمع مناجاته وقيل إن الله سبحانه رفعه حتى سمع صريف القلم روى هذا عن بعض السلف
مريم :( ٥٣ ) ووهبنا له من.....
) ووهبنا له من رحمتنا ( أى من نعمتنا وقيل من أجل رحمتنا و ) هارون ( عطف بيان و ) نبيا ( حال منه وذلك حين سأل ربه قال ) واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي )
مريم :( ٥٤ ) واذكر في الكتاب.....
ووصف الله سبحانه إسماعيل بصدق الوعد مع كونه جميع الأنبياء كذلك لأنه كان مشهورا بذلك مبالغا فيه وناهيك بأنه وعد الصبر من نفسه على الذبح فوفى بذلك وكان ينتظر لمن وعده بوعد الأيام والليالي حتى قيل إنه انتظر لبعض من وعده حولا والمراد بإسماعيل هنا هو إسماعيل بن إبراهيم ولم يخالف فى ذلك إلا من لا يعتد به فقال هو إسماعيل بن حزقيل بعثه الله إلى قومه فسلخوا جلدة رأسه فخيره الله فيما شاء من عذابهم فاستعفاه ورضى بثوابه وقد استدل بقوله تعالى فى إسماعيل ) وكان رسولا نبيا ( على أن الرسول لا يجب أن يكون صاحب شريعة فإن أولاد إبراهيم كانوا على شريعته وقيل إنه وصفه بالرسالة لكون إبراهيم أرسله إلى جرهم
مريم :( ٥٥ ) وكان يأمر أهله.....
) وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ( قيل المراد بأهله هنا أمته وقيل جرهم وقيل عشيرته كما فى قوله ) وأنذر عشيرتك الأقربين ( والمراد بالصلاة والزكاة هنا هما العبادتان الشرعيتان ويجوز أن يراد معناهما اللغوي ) وكان عند ربه مرضيا ( أى رضيا زاكيا صالحا قال الكسائي والفراء من قال مرضي بني على رضيت قالا وأهل الحجاز يقولون مرضو
مريم :( ٥٦ ) واذكر في الكتاب.....
) واذكر في الكتاب إدريس ( اسم إدريس أخنوخ قيل هو جد نوح فإن نوحا هو ابن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ وعلى هذا فيكون جد أبي نوح ذكره الثعلبي وغيره وقد قيل إن هذا خطأ وامتناع إدريس للعجمة والعلمية وهو أول من خط بالقلم ونظر فى النجوم والحساب وأول من خاط الثياب قيل وهو أول من أعطى النبوة من بني آدم
مريم :( ٥٧ ) ورفعناه مكانا عليا
وقد اختلف فى معنى قوله ) ورفعناه مكانا عليا ( فقيل إن الله رفعه إلى السماء الرابعة وقيل إلى السادسة وقيل إلى الثانية وقد روى البخاري فى صحيحه من حديث الإسراء وفيه ومنهم إدريس فى الثانية وهو غلط من رواية شريك