"""""" صفحة رقم ٣٤٨ """"""
أصلها زويا فقلبت الواو ياء والزي محاسن مجموعة
مريم :( ٧٥ ) قل من كان.....
) قل من كان في الضلالة ( أمر الله سبحانه رسوله ( ﷺ ) أن يجيب على هؤلاء المفتخرين بحظوظهم الدنيوية أى من كان مستقرا فى الضلالة ) فليمدد له الرحمن مدا ( هذا وإن كان على صيغة الأمر فالمراد به الخبر وإنما خرج مخرج الأمر لبيان الإمهال منه سبحانه للعصاة وأن ذلك كائن لا محالة لتنقطع معاذير أهل الضلال ويقال لهم يوم القيامة ) أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ( أو للاستدراج كقوله سبحانه ) إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ( وقيل المراد بالآية الدعاء بالمد والتنفيس قال الزجاج تأويله أن الله جعل جزاء ضلالته أن يتركه ويمده فيها لأن لفظ الأمر يؤكد معنى الخبر كأن المتكلم يقول أفعل ذلك وآمر به نفسي ) حتى إذا رأوا ما يوعدون ( يعني الذين مد لهم فى الضلالة وجاء بضمير الجماعة اعتبارا بمعنى من كما أن قوله ) كان في الضلالة فليمدد له ( اعتبار بلفظها وهذه غاية للمد لا لقول المفتخرين إذ ليس فيه امتداد ) إما العذاب وإما الساعة ( هذا تفصيل لقوله ما يوعدون أى هذا الذى توعدون هو أحد أمرين إما العذاب فى الدنيا بالقتل والأسر وإما يوم القيامة وما يحل بهم حينئذ من العذاب الأخروي ) فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ( هذا جواب الشرط وهو جواب على المفتخرين أى هؤلاء القائلون أى الفريقين خير مقاما إذا عاينوا ما يوعدون به من العذاب الدنيوي بأيدي المؤمنين أو الأخروي فسيعلمون عند ذلك من هو شر مكانا من الفريقين وأضعف جندا منهما أى أنصارا وأعوانا والمعنى أنهم سيعلمون عند ذلك أنهم شر مكانا لا خير مكانا وأضعف جندا لا أقوى ولا أحسن من فريق المؤمنين وليس المراد أن للمفتخرين هنالك جندا ضعفاء بل لا جند لهم أصلا كما فى قوله سبحانه ) ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا )
مريم :( ٧٦ ) ويزيد الله الذين.....
ثم لما أخبر سبحانه عن حال أهل الضلالة أراد أن يبين حال أهل الهداية فقال ) ويزيد الله الذين اهتدوا هدى ( وذلك أن بعض الهدى يجر إلى البعض الآخر والخير يدعو إلى الخير وقيل المراد بالزيادة العبادة من المؤمنين والواو فى ) ويزيد ( للاستئناف والجملة مستأنفة لبيان حال المهتدين وقيل الواو للعطف على فليمدد وقيل للعطف على جملة من كان فى الضلالة قال الزجاج المعنى أن الله يجعل جزاء المؤمنين أن يزيدهم يقينا كما جعل جزاء الكافرين أن يمدهم فى ضلالتهم ) والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا ( هى الطاعات المؤدية إلى السعادة الأبدية ومعنى كونها خيرا عند الله ثوابا أنها أنفع عائدة مما يتمتع به الكفار من النعم الدنيوية ) وخير مردا ( المرد هاهنا مصدر كالرد والمعنى وخير مردا للثواب على فاعلها ليست كأعمال الكفار التى خسروا فيها والمرد المرجع والعاقبة والتفضل للتهكم بهم للقطع بأن أعمال الكفار لا خير فيها أصلا
مريم :( ٧٧ ) أفرأيت الذي كفر.....
ثم أردف سبحانه مقالة أولئك المفتخرين بأخرى مثلها على سبيل التعجب فقال ) أفرأيت الذي كفر بآياتنا ( أى أخبرني بقصة هذا الكافر واذكر حديثه عقب حديث أولئك وإنما استعملوا أرأيت بمعنى أخبر لأن رؤية الشيء من أسباب صحة الخبر عنه والآيات تعم كل آية ومن جملتها آية البعث والفاء للعطف على مقدر يدل عليه المقام أى أنظرت فرأيت واللام فى ) لأوتين مالا وولدا ( هى الموطئة للقسم كأنه قال والله لأوتين فى الآخرة مالا وولدا أى انظر إلى حال هذا الكافر وتعجب من كلامة وتأليه على الله مع كفره به وتكذيبه بآياته
مريم :( ٧٨ ) أطلع الغيب أم.....
ثم أجاب سبحانه عن قول هذا الكافر بما يدفعه ويبطله فقال ) أطلع ( على ) الغيب ( أى أعلم ما غاب عنه حتى يعلم أنه فى الجنة ) أم اتخذ عند الرحمن عهدا ( بذلك فإنه لا يتوصل إلى العلم إلا بإحدى هاتين الطريقتين وقيل المعنى انظر فى اللوح المحفوظ أم اتخذ عند الرحمن عهدا وقيل معنى أم اتخذ عند الرحمن عهدا أم قال لا إله إلا الله فأرحمه بها وقيل المعنى أم قدم عملا صالحا فهو يرجوه واطلع مأخوذ من قولهم اطلع الجبل إذا ارتقى إلى أعلاه