"""""" صفحة رقم ٣٨١ """"""
الريح فى جوفه خار ولم يكن فيه حياة ) فقالوا هذا إلهكم وإله موسى ( أى قال السامري ومن وافقه هذه المقالة ) فنسي ( أى فضل موسى ولم يعلم مكان إلهه هذا وذهب يطلبه فى الطور وقيل المعنى فنسي موسى أن يذكر لكم أن هذا إلهه وإلهكم وقيل الناسي هو السامري أى ترك السامري ما أمر به موسى من الإيمان وضل كذا قال ابن الأعرابي
طه :( ٨٩ ) أفلا يرون ألا.....
) أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ( أى أفلا يعتبرون ويتفكرون فى أن هذا العجل لا يرجع إليهم قولا أى لا يرد عليهم جوابا ولا يكلمهم إذا كلموه فكيف يتوهمون أنه إله وهو عاجز عن المكالمة فأن فى ) ألا يرجع ( هى المخففة من الثقيلة وفيها ضمير مقدر يرجع إلى العجل ولهذا ارتفع الفعل بعدها ومنه قول الشاعر
فى فتية من سيوف الهند قد علموا
أن هالك كل من يحفى وينتعل
أى أنه هالك وقرئ بنصب الفعل على أنها الناصبة وجملة ) ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ( معطوفة على جملة لا يرجع أى أفلا يرون أنه لا يقدر على أن يدفع عنهم ضرا ولا يجلب إليهم نفعا
طه :( ٩٠ ) ولقد قال لهم.....
) ولقد قال لهم هارون من قبل ( اللام هي الموطئة للقسم والجملة مؤكدة لما تضمنته الجملة التى قبلها من الإنكار عليهم والتوبيخ لهم أى ولقد قال لهم هارون من قبل أن يأتي موسى ويرجع إليهم ) يا قوم إنما فتنتم به ( أى وقعتم فى الفتنة بسبب العجل وابتليتم به وضللتم عن طريق الحق لأجله قيل ومعنى القصر المستفاد من إنما هو أن العجل صار سببا لفتنتهم لا لرشادهم وليس معناه أنهم فتنوا بالعجل لا بغيره ) وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( أى ربكم الرحمن لا العجل فاتبعوني فى أمري لكم بعبادة الله ولا تتبعوا السامري فى أمره لكم بعبادة العجل وأطيعوا أمري لا أمره
طه :( ٩١ ) قالوا لن نبرح.....
) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( أجابوا هارون عن قوله المتقدم بهذا الجواب المتضمن لعصيانه وعدم قبول ما دعاهم إليه من الخير وحذرهم عنه من الشر أى لن نزال مقيمين على عبادة هذا العجل حتى يرجع إلينا موسى فينظر هل يقررنا على عبادته أو ينهانا عنها فعند ذلك اعتزلهم هارون فى اثنى عشر ألفا من المنكرين لما فعله السامري
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبى حاتم عن محمد بن كعب فى قوله ) يبسا ( قال يابسا ليس فيه ماء ولا طين وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد نحوه وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ) لا تخاف دركا ( من آل فرعون ) ولا تخشى ( من البحر غرقا وأخرجا عنه أيضا فى قوله ) فقد هوى ( شقى وأخرجا عنه أيضا ) وإني لغفار لمن تاب ( قال من الشرك ) وآمن ( قال وحد الله ) وعمل صالحا ( قال أدى الفرائض ) ثم اهتدى ( قال لم يشكك وأخرج سعيد بن منصور والفريابى عنه أيضا ) وإني لغفار لمن تاب ( قال من تاب من الذنب وآمن من الشرك وعمل صالحا فيما بينه وبين ربه ) ثم اهتدى ( علم أن لعمله ثوابا يجزى عليه وأخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير ) ثم اهتدى ( قال ثم استقام لزم السنة والجماعة وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة والبيهقى فى البعث من طريق عمرو بن ميمون عن رجل من أصحاب النبى ( ﷺ ) قال تعجل موسى إلى ربه فقال الله ) وما أعجلك عن قومك يا موسى ( الآية قال فرأى فى ظل العرش رجلا فعجب له فقال من هذا يا رب قال لا أحدثك من هو لكن سأخبرك بثلاث فيه كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ولا يعق والديه ولا يمشي فى النميمة وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه عن علي قال لما تعجل موسى إلى ربه عمد السامري فجمع ما قدر عليه من حلي بني إسرائيل فضربه عجلا ثم ألقى القبضة فى جوفه فإذا هو عجل جسد له خوار فقال لهم السامري هذا إلهكم وإله موسى فقال لهم هارون يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا فلما أن رجع