"""""" صفحة رقم ٣٨٣ """"""
عليهم نسبه إلى عصيانه
طه :( ٩٤ ) قال يا ابن.....
) قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ( قرئ بالفتح والكسر للميم وقد تقدم الكلام على هذا فى سورة الأعراف ونسبه إلى الأم مع كونه أخاه لأبيه وأمه عند الجمهور استعطافا له وترقيقا لقلبه ومعنى ) ولا برأسي ( ولا بشعر رأسي أى لا تفعل هذا بى عقوبة منك لي فإن لى عذرا هو ) إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ( أى خشيت إن خرجت عنهم وتركتهم أن يتفرقوا فتقول إنى فرقت جماعتهم وذلك لأن هارون لو خرج لتبعه جماعة منهم وتخلف مع السامري عند العجل آخرون وربما أفضى ذلك إلى القتال بينهم ومعنى ) ولم ترقب قولي ( ولم تعمل بوصيتي لك فيهم إني خشيت أن تقول فرقت بينهم وتقول لم تعمل بوصيتي لك فيهم وتحفظها ومراده بوصية موسى له هو قوله ) اخلفني في قومي وأصلح ( قال أبو عبيد معنى ) ولم ترقب قولي ( ولم تنتظر عهدى وقدومي لأنك أمرتني أن أكون معهم فاعتذر هارون إلى موسى ها هنا بهذا واعتذر إليه فى الأعراف بما حكاه الله عنه هنالك حيث قال ) إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني )
طه :( ٩٥ ) قال فما خطبك.....
ثم ترك موسى الكلام مع أخيه وخاطب السامري ف ) قال فما خطبك يا سامري ( أى ما شأنك وما الذى حملك على ما صنعت
طه :( ٩٦ ) قال بصرت بما.....
) قال بصرت بما لم يبصروا به ( أى قال السامري مجيبا موسى رأيت ما لم يروا أو علمت بما لم يعلموا وفطنت لما لم يفطنوا له وأراد بذلك أنه رأى جبريل على فرس الحياة فألقى فى ذهنه أن يقبض قبضة من أثر الرسول وأن ذلك الأثر لا يقع على جماد إلا صار حيا وقرأ حمزة والكسائي والأعمش وخلف ما لم تبصروا به بالمثناة من فوق على الخطاب وقرأ الباقون بالتحتية وهى أولى لأنه يبعد كل البعد أن يخاطب موسى بذلك ويدعى لنفسه أنه علم ما لم يعلم به موسى وقرئ بضم الصاد فيهما وبكسرها فى الأول وفتحها فى الثاني وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود والحسن وقتادة فقبصت قبصة بالصاد المهملة فيهما وقرأ الباقون بالضاد المعجمة فيهما والفرق بينهما أن القبض بالمعجمة هو الأخذ بجميع الكف وبالمهملة بأطراف الأصابع والقبضة بضم القاف القدر المقبوض قال الجوهري هى ما قبضت عليه من شئ قال وربما جاء بالفتح وقد قرئ ) قبضة ( بضم القاف وفتحها ومعنى الفتح المرة من القبض ثم أطلقت على المقبوض وهو معنى القبضة بضم القاف ومعنى ) من أثر الرسول ( من المحل الذى وقع عليه حافر فرس جبريل ومعنى ) فنبذتها ( فطرحتها فى الحلي المذابة المسبوكة على صورة العجل ) وكذلك سولت لي نفسي ( قال الأخفش أى زينت أى ومثل ذلك التسويل سولت لى نفسي وقيل معنى سولت لى نفسي حدثتني نفسي
طه :( ٩٧ ) قال فاذهب فإن.....
فلما سمع موسى منه ذلك ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس ( أى فاذهب من بيننا واخرج عنا فإن لك فى الحياة أى ما دمت حيا وأطول حياتك أن تقول لا مساس المساس مأخوذ من المماسة أى لا يمسك أحد ولا تمس أحدا لكن لا بحسب الاختيار منك بل بموجب الاضطرار اللمجئ إلى ذلك لأن الله سبحانه أمر موسى أن ينفي السامري عن قومه وأمر بني إسرائيل أن لا يخالطوه ولا يقربوه ولا يكلموه عقوبة له قيل إنه لما قال له موسى ذلك هرب فجعل يهيم فى البرية مع السباع والوحش لا يجد أحدا من الناس يمسه حتى صار كمن يقول لا مساس لبعده عن الناس وبعد الناس عنه كما قال الشاعر
حمال رايات بها قناعسا
حتى تقول الأزد لا مسايسا
قال سيبويه وهو مبني على الكسر قال الزجاج كسرت السين لأن الكسرة من علامة التأنيث قال الجوهوي فى الصحاح وأما قول العرب لا مساس مثل قطام فإنما بني على الكسر لأنه معدول عن المصدر وهو المس قال النحاس وسمعت علي بن سليمان يقول سمعت محمد بن يزيد المبرد يقول إذا اعتل الشئ من ثلاث