"""""" صفحة رقم ٤٩٧ """"""
إذا ذكر لهم ذلك أكد سبحانه وقوعه بقوله ) وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ( أى أن الله سبحانه قادر على أن يرى رسوله عذابهم ولكنه يؤخره لعلمه بأن بعضهم سيؤمن أو لكون الله سبحانه لا يعذبهم والرسول فيهم وقيل قد أراه الله سبحانه ذلك يوم بدر ويوم فتح مكة
المؤمنون :( ٩٦ ) ادفع بالتي هي.....
ثم أمره سبحانه بالصبر إلى أن ينقضي الأجل المضروب للعذاب فقال ) ادفع بالتي هي أحسن السيئة ( أى ادفع بالخصلة التى هى أحسن من غيرها وهى الصفح والإعراض عما يفعله الكفار من الخصلة السيئة وهى الشرك قيل وهذه الآية منسوخة بآية السيف وقيل هى محكمة فى حق هذه الأمة فيما بينهم منسوخة فى حق الكفار ) نحن أعلم بما يصفون ( أى ما يصفونك به مما أنت على خلافه أو بما يصفون من الشرك والتكذيب وفى هذا وعيد لهم بالعقوبة
المؤمنون :( ٩٧ ) وقل رب أعوذ.....
ثم علمه سبحانه ما يقويه على ما أرشده إليه من العفو والصفح ومقابلة السيئة بالحسنة فقال ) وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ( الهمزات جمع همزة وهى فى اللغة الدفعة باليد أو بغيرها وهمزات الشياطين نزغاتهم ووساوسهم كما قاله المفسرون يقول همزه ولمزه ونخسه أى دفعه وقيل الهمز كلام من وراء القفا واللمز المواجهة وفيه إرشاد لهذه الأمة إلى التعود من الشيطان ومن همزات الشياطين سورات الغضب التى لايملك الإنسان فيها نفسه
المؤمنون :( ٩٨ ) وأعوذ بك رب.....
) وأعوذ بك رب أن يحضرون ( أمره سبحانه أن يتعوذ بالله من حضور الشياطين بعد ما أمره أن يتعوذ من همزاتهم والمعنى وأعوذ بك أن يكونوا معي فى حال من الأحوال فإنهم إذا حضروا الإنسان لم يكن لهم عمل إلا الوسوسة والإغراء على الشر والصرف عن الخير وفى قراءة أبي ) وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون )
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد فى قوله ) قل من بيده ملكوت كل شيء ( قال خزائن كل شيء وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عنه ) ادفع بالتي هي أحسن السيئة ( يقول أعرض عن أذاهم إياك وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء ) ادفع بالتي هي أحسن ( قال بالسلام وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم فى الحلية عن أنس فى قوله ) ادفع بالتي هي أحسن السيئة ( قال قول الرجل لأخيه ما ليس فيه فيقول إن كنت كاذبا فأنا أسأل الله أن يغفر لك وإن كنت صادقا فأنا أسأل الله أن يغفر لي وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي فى الأسماء والصفات عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول الله ( ﷺ ) يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون قال فكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه ومن كان منهم صغيرا لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها فى عنقه وفى إسناده محمد بن إسحاق وفيه مقال معروف وأخرج أحمد عن الوليد بن الوليد أنه قال يا رسول الله إني لأجد وحشة قال إذا أخذت مضجعك فقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنه لا يحضرك وبالحري لا يضرك
سورة المؤمنون الآية ( ٩٩ ١٠٢ )