"""""" صفحة رقم ٥٨ """"""
سورة يوسف الآية ( ١٠٤ ١٠٨ )
يوسف :( ١٠٢ ) ذلك من أنباء.....
الخطاب بقوله ) ذلك ( لرسول الله ( ﷺ ) وهو مبتدأ خبره ) من أنباء الغيب ( و ) نوحيه إليك ( خبر ثان قال الزجاج ويجوز أن يكون ذلك بمعنى الذى ونوحيه إليك خبره أى الذى من أنباء الغيب نوحيه إليك والمعنى الإخبار من الله تعالى لرسوله صلى الل عليه وآله وسلم بأن هذا الذى قصه عليه من أمر يوسف وإخوته من الأخبار التى كانت غائبة عن رسول الله ( ﷺ ) فأوحاه الله إليه وأعلمه به ولم يكن عنده قبل الوحي شئ من ذلك وفيه تعريض بكفار قريش لأنهم كانوا مكذبين له ( ﷺ ) بما جاء به جحودا وعنادا وحسدا مع كونهم يعلمون حقيقة الحال ) وما كنت لديهم ( أى لدى إخوة يوسف ) إذ أجمعوا أمرهم ( إجماع الأمر العزم عليه أى وما كانت لدى إخوة يوسف إذ عزموا جميعا على إلقائه فى الجب ) وهم ( فى تلك الحالة ) يمكرون ( به أى بيوسف فى هذا الفعل الذى فعلوه به ويبغونه الغوائل وقيل الضمير ليعقوب أى يمكرون بيعقوب حين جاءوه بقميص يوسف ملطخا بالدم وقالوا أكله الذئب وإذا لم يكن رسول الله ( ﷺ ) لديهم عند أن فعلوا ذلك انتفى علمه بذلك مشاهدة ولم يكن بين قوم لهم علم بأحوال الأمم السالفة ولا خالطهم ولا خالطوه فانتفى علمه بذلك بطريق الرواية عن الغير فلم يبق لعلمه بذلك طريق إلا مجرد الوحي من الله سبحانه فهذا يستلزم الإيمان بما جاء به
يوسف :( ١٠٣ ) وما أكثر الناس.....
فلما لم يؤمن بذلك من عاصره من الكفار قال الله سبحانه ذاكرا لهذا ) وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ( أى وما أكثر الناس المعاصرين لك يا محمد أو ما أكثر الناس على العموم ولو حرصت على هدايتهم وبالغت فى ذلك بمؤمنين بالله لتصميمهم على الكفر الذى هو دين آبائهم يقال حرص يحرص مثل ضرب يضرب وفى لغة ضعيفة حرص يحرص مثل حمد يحمد والحرص طلب الشئ باجتهاد قال الزجاج ومعناه وما أكثر الناس بمؤمنين ولو حرصت على أن تهديهم لأنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء قال ابن الأنباري إن قريشا واليهود سألت رسول الله ( ﷺ ) عن قصة يوسف وإخوته فشرحهما شرحا شافيا وهو يؤمل أن يكون ذلك سببا لإسلامهم فخالفوا ظنه وحزن رسول الله ( ﷺ ) لذلك فعزاه الله بقوله ) وما أكثر الناس ( الآية
يوسف :( ١٠٤ ) وما تسألهم عليه.....
) وما تسألهم عليه من أجر ( أى على القرآن وما تتلوه عليهم منه أو على الإيمان وحرصك على وقوعه منهم أو على ما تحدثهم به من هذا الحديث من أجر من مال يعطونك إياه ويجعلونه لك كما يفعله أحبارهم ) إن هو ( أى القرآن أو الحديث الذى حدثتهم به ) إلا ذكر للعالمين ( أى ما هو إلا ذكر للعالمين كافة لا يختص بهم وحدهم
يوسف :( ١٠٥ ) وكأين من آية.....
) وكأين من آية في السماوات والأرض ( قال الخليل وسيبويه والأكثرون أن كأين أصلها أى دخل عليها كاف التشبيه لكنه انمحى عن الحرفين المعنى الإفرادي وصار المجموع كاسم واحد بمعنى كم الخبرية والأكثر إدخال من فى مميزه وهو تمييز عن الكاف لا عن أى كما فى مثلك رجلا وقد مر الكلام على هذا المستوفى فى آل عمران والمعنى كم من آية تدلهم على توحيد الله كائنة في السموات من كونها منصوبة بغير عمد مزينة بالكواكب النيرة السيارة والثوابت وفى الأرض


الصفحة التالية
Icon