"""""" صفحة رقم ٦٩ """"""
بسواء على معنى يستوي منكم من أسر ومن جهر أو سر من أسر وجهر من جهر ) ومن هو مستخف بالليل ( أى مستتر فى الظلمة الكائنة فى الليل متوار عن الأعين يقال خفى الشيء واستخفى أى أستتر وتوارى ) وسارب بالنهار ( قال الكسائي سرب يسرب سربا وسروبا إذا ذهب ومنه قول الشاعر وكل أناس قاربوا قيد فحلهم
ونحن خلعنا قيده فهو سارب
أى ذهب وقال القتيبي ) وسارب بالنهار ( متصرف فى حوائجه بسرعة من قولهم أسرب الماء قال الأصمعي حل سربه أى طريقته وقال الزجاج معنى الآية الجاهر بنطقه والمضمر فى نفسه والظاهر فى الطرقات والمستخفي فى الظلمات علم الله فيهم جميعا سوي وهذا ألصق بمعنى الآية كما تفيده المقابلة بين المستخفي والسارب فالمستخفي المستتر والسارب البارز الظاهر
الرعد :( ١١ ) له معقبات من.....
) له معقبات ( الضمير فى ) له ( راجع إلى من فى قوله ) من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف ( أى لكل من هؤلاء معقبات والمعقبات المتناوبات التى يخلف كل واحد منها صاحبه ويكون بدلا منه وهم الحفظة من الملائكة فى قول عامة المفسرين قال الزجاج المعقبات ملائكة يأتي بعضهم بعقب بعض وإنما قال معقبات مع كون الملائكة ذكورا لأن الجماعة من الملائكة يقال لها معقبة ثم جمع معقبة على معقبات ذكر معناه الفراء وقيل أنث لكثرة ذلك منهم نحو نسابة وعلامة قال الجوهري والتعقب العود بعد البدء قال الله تعالى ) ولى مدبرا ولم يعقب ( وقرئ معاقيب جمع معقب ) من بين يديه ومن خلفه ( أى من بين يدي من له المعقبات والمراد إن الحفظة من الملائكة من جميع جوانبه وقيل المراد بالمعقبات الأعمال ومعنى ) من بين يديه ومن خلفه ( ما تقدم منها وما تأخر ) يحفظونه من أمر الله ( أى من أجل أمر الله وقيل يحفظونه من يأس الله إذا أذنب بالاستمهال له والاستغفار حتى يتوب قال الفراء فى هذا قولان أحدهما أنه على التقديم والتأخير تقديره له معقبات من أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه والثاني أن كون الحفظة يحفظونه هو مما أمر الله به قال الزجاج المعنى حفظهم إياه من أمر الله أى مما أمرهم به لا أنهم يقدرون أن يدفعوا أمر الله قال ابن الأنباري وفى هذا قول آخر وهو أن ) من ( بمعنى الباء أى يحفظونه بأمر الله وقيل إن من بمعنى عن أى يحفظونه عن أمر الله بمعنى من عند الله لا من عند أنفسهم كقوله ) أطعمهم من جوع ( أى عن جوع وقيل يحفظونه من ملائكة العذاب وقيل يحفظونه من الجن واختار ابن جرير أن المعقبات المواكب بين أيدي الأمراء على معنى أن ذلك لا يدفع عنه القضاء ) إن الله لا يغير ما بقوم ( من النعمة والعافية ) حتى يغيروا ما بأنفسهم ( من طاعة الله والمعنى أنه لا يسلب قوما نعمة أنعم بها عليهم حتى يغيروا الذى بأنفسهم من الخير والأعمال الصالحة أو يغيروا الفطرة التى فطرهم الله عليها قيل وليس المراد أنه لا ينزل بأحد من عباده عقوبة حتى يتقدم له ذنب بل قد تنزل المصائب بذنوب الغير كما فى الحديث إنه سأل رسول الله سائل فقال أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث ) وإذا أراد الله بقوم سوءا ( أى هلاكا وعذابا ) فلا مرد له ( أى فلا رد له وقيل المعنى إذا أراد الله بقوم سوءا أعمى قلوبهم حتى يختاروا ما فيه البلاء ) وما لهم من دونه من وال ( يلي أمرهم ويلتجئون إليه فيدفع عنهم ما ينزل بهم من الله سبحانه من العقاب أو من ناصر ينصرهم ويمنعهم من عذاب الله والمعنى أنه لا راد لعذاب الله ولا ناقص لحكمه
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن فى قوله ) وإن تعجب فعجب قولهم ( قال إن تعجب يا محمد من تكذيبهم إياك فعجب قولهم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد فى الآية قال إن تعجب يا محمد من تكذيبهم وهم رأوا من قدرة الله وأمره وما ضرب لهم من الأمثال وأراهم من حياة الموتى والأرض


الصفحة التالية
Icon