"""""" صفحة رقم ٧٢ """"""
سورة الرعد الآية ( ١٧ ١٨ )
الرعد :( ١٢ ) هو الذي يريكم.....
لما خوف سبحانه عباده بإنزال ما لا مرد له أتبعه بأمور ترجى من بعض الوجوه ويخاف من بعضها وهى البرق والسحاب والرعد والصاعقة وقد مر فى أول البقرة تفسير هذه الألفاظ وأسبابها
وقد اختلف فى وجه انتصاب ) خوفا وطمعا ( فقيل على المصدرية أى لتخافوا خوفا ولتطمعوا طمعا وقيل على العلة بتقدير إرادة الخوف والطمع لئلا يختلف فاعل الفعل المعلل وفاعل المفعول له أو على الحالية من البرق أو من المخاطبين بتقدير ذوى خوف وقيل غير ذلك مما لا حاجة إليه قيل والمراد بالخوف هو الحاصل من الصواعق وبالطمع هو الحاصل في المطر وقال الزجاج الخوف للمسافر لم يتأذى به المطر والطمع للحاضر لأنه إذا رأى البرق طمع فى المطر الذى هو سبب الخصب ) وينشئ السحاب الثقال ( التعريف للجنس والواحدة سحابة والثقال جمع ثقيلة والمراد أن الله سبحانه يجعل السحاب التى ينشئها ثقالا بما يجعله فيها من الماء
الرعد :( ١٣ ) ويسبح الرعد بحمده.....
) ويسبح الرعد بحمده ( أى يسبح الرعد نفسه بحمد الله أى متلبسا بحمده وليس هذا بمستبعد ولا مانع من أن ينطقه الله بذلك ) وإن من شيء إلا يسبح بحمده ( وأما على تفسير الرعد بملك من الملائكة فلا استبعاد فى ذلك ويكون ذكره على الإفراد مع ذكر الملائكة بعده لمزيد خصوصية له وعناية به وقيل المراد ويسبح سامعوا الرعد أى يقولون سبحان الله والحمد لله ) والملائكة من خيفته ( أى ويسبح الملائكة من خيفة الله سبحانه وقيل من خيفة الرعد وقد ذكر جماعة من المفسرين أن هؤلاء الملائكة هم أعوان الرعد وأن الله سبحانه جعل له أعوانا ) ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ( من خلقه فيهلكه وسياق هذه الأمور هنا للغرض الذى سيقت له الآيات التى قبلها وهى الدلالة على كمال قدرته ) وهم يجادلون في الله ( الضمير راجع إلى الكفار المخاطبين فى قوله ) هو الذي يريكم البرق ( أى وهؤلاء الكفرة مع هذه الآيات التى أراهم الله يجادلون فى شأن الله سبحانه فينكرون البعث تارة ويستعجلون العذاب آخرى ويكذبون الرسل ويعصون الله وهذه الجملة فى محل نصب على الحال ويجوز أن تكون مستأنفة ) وهو شديد المحال ( قال ابن الأعرابي المحال المكر والمكر من الله التدبير بالحق وقال النحاس المكر من الله إيصال المكروه إلى من يستحقه من حيث لا يشعر وقال الأزهري المحال القوة والشدة والميم أصلية وما حلت فلانا محالا أينا أشد وقال أبو عبيد المحال العقوبة والمكروه قال الزجاج يقال ما حلته محالا إذا قاويته حتى يتبين أيكما أشد والمحل فى اللغة الشدة وقال ابن قتيبة أى شديد الكيد وأصله من الحيلة جعل الميم كميم المكان وأصله من الكون ثم يقال تمكنت قال الأزهري غلط ابن قتيبة أن الميم فيه زائدة بل هى أصلية وإذا رأيت الحرف على مثال فعال أوله ميم مكسورة فهى أصلية مثل مهاد وملاك ومراس وغير ذلك من الحروف وقرأ الأعرج ) وهو شديد المحال ( بفتح الميم وقد فسرت هذه القراءة بالحول


الصفحة التالية
Icon