"""""" صفحة رقم ٧٦ """"""
بها ومثل الكافر وكفره كمثل الزبد الذى يذهب جفاء وكمثل خبث الحديد وما تخرجه النار من وسخ الفضة والذهب الذى لا ينتفع به وقد حكينا عن ابن الأنبارى فيما تقدم أنه شبه نزول القرآن إلى آخر ما ذكرناه فجعل ذلك مثلا ضربه الله للقرآن ) كذلك يضرب الله الأمثال ( أى مثل ذلك الضرب العجيب يضرب الله الأمثال فى كل باب لكمال العناية بعباده واللطف بهم وهذا تأكيد لقوله كذلك يضرب الله الحق والباطل
الرعد :( ١٨ ) للذين استجابوا لربهم.....
ثم بين سبحانه من ضرب له مثل الحق ومثل الباطل من عباده فقال فيمن ضرب له مثل الحق ) للذين استجابوا لربهم ( أى أجابوا دعوته إذ دعاهم إلى توحيده وتصديق أنبيائه والعمل بشرائعه والحسنى صفة موصوف محذوف أى المثوبة الحسنى وهى الجنة وقال سبحانه فيمن ضرب له مثل الباطل ) والذين لم يستجيبوا ( لدعوته إلى ما دعاهم إليه والموصول مبتدأ وخبره الجملة الشرطية وهى ) لو أن لهم ما في الأرض جميعا ( من أصناف الأموال التى يتملكها العباد ويجمعونها بحيث لا يخرج عن ملكهم منها شيء ) ومثله معه ( أى مثل ما فى الأرض جميعا كائنا معه ومنضما إليه ) لافتدوا به ( أى بمجموع ما ذكر وهو ما فى الأرض ومثله والمعنى ليخلصوا به مما هم فيه من العذاب الكبير والهول العظيم ثم بين الله سبحانه ما أعده لهم فقال ) أولئك ( يعنى الذين لم يستجيبوا ) لهم سوء الحساب ( قال الزجاج لأن كفرهم أحبط أعمالهم وقال غيره سوء الحساب المناقشة فيه وقيل هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر منه شيء ) ومأواهم جهنم ( أى مرجعهم إليها ) وبئس المهاد ( أى المستقر الذى يستقرون فيه والمخصوص بالذم محذوف
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة فى قوله ) هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا ( قال خوفا للمسافر يخاف أذاه ومشقته وطمعا للمقيم يطمع فى رزق الله ويرجو بركة المطر ومنفعته وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال خوفا لأهل البحر وطمعا لأهل البر وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال الخوف ما يخاف من الصواعق والطمع الغيث وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والخرائطي فى مكارم الأخلاق والبيهقى فى سننه من طرق عن علي بن أبي طالب قال البرق مخاريق من نار بأيدى ملائكة السحاب يزجرون به السحاب وروى عن جماعة من السلف ما يوافق هذا ويخالفه ولعلنا قد قدمنا فى سورة البقرة شيئا من ذلك وأخرج أحمد عن شيخ من بني غفار قد صحب رسول الله ( ﷺ ) قال سمعت رسول اله ( ﷺ ) يقول إن الله ينشيء السحاب فتنطق أحسن النطق وتضحك أحسن الضحك قيل والمراد بنطقها الرعد وبضحكها البرق وقد ثبت عند أحمد والترمذى والنسائى فى اليوم والليلة والحاكم فى مستدركه من حديث ابن عمر قال كان رسول الله ( ﷺ ) إذا سمع الرعد والصواعق قال اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك وأخرج العقيلي وضعفه وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) ينشيء الله السحاب ثم ينزل فيه الماء فلا شيء أحسن من ضحكه ولا شيء أحسن من نطقه ومنطقه الرعد وضحكه البرق وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله أن خزيمة بن ثابت وليس بالأنصارى سأل رسول الله ( ﷺ ) عن منشأ السحاب فقال إن ملكا موكلا يلم القاصية ويلحم الدانية فى يده مخراق فإذا رفع برقت وإذا زجر رعدت وإذا ضرب صعقت وأخرج أحمد والترمذى وصححه والنسائى وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ فى العظمة وابن مردويه وأبو نعيم فى الدلائل والضياء فى المختارة عن ابن عباس قال أقبلت يهود إلى رسول الله ( ﷺ ) فقالوا يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك فأخذ عليهم ما أخذ


الصفحة التالية
Icon