"""""" صفحة رقم ١٠٤ """"""
خبره أى اقصص عليهم يا محمد خبر إبراهيم وحديثه
الشعراء :( ٧٠ ) إذ قال لأبيه.....
وإذ قال منصوب بنبأ إبرهيم أى وقت قوله ) لأبيه وقومه ما تعبدون ( وقيل إذا بدل من نبأ بدل اشتمال فيكون العامل فيه اتل والأول أولى ومعنى ماتعبدون أى شىء تعبدون وهو يعلم أنهم يعبدون الأصنام ولكنه أراد إلزامهم الحجة
الشعراء :( ٧١ ) قالوا نعبد أصناما.....
) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ( أى فتقيم علي عبادتها مستمرا لا فى وقت معين يقال ظل يفعل كذا إذا فعله نهارا وبات يفعل كذا إذا فعله ليلا فظاهره أنهم يستمرون على عبادتها نهارا لا ليلا والمراد من العكوف لها الإقامة على عبادتها وإنما قال لها لإفادة أن ذلك العكوف لأجلها
الشعراء :( ٧٢ ) قال هل يسمعونكم.....
فلما قالوا هذه المقالة قال إبراهيم منبها على فساد مذهبهم ) هل يسمعونكم إذ تدعون ( قال الأخفش فيه حذف والمعنى هل يسمعون منكم أو هل يسمعون دعاءكم وقرأ قتادة هل يسمعونكم بضم الياء أى هل يسمعونكم أصواتهم وقت دعائكم لهم
الشعراء :( ٧٣ ) أو ينفعونكم أو.....
(أو ينفعونكم ) بوجه من وجوه النفع أو يضرون أى يضرونكم إذا تركتم عبادتهم وهذا الاستفهام للتقرير فإنها إذا كانت لاتسمع ولاتنفع ولاتضر فلا وجه لعبادتها فإذا قالوا نعم هى كذلك أقروا بأن عبادتهم لها من باب اللعب والعبث وعند ذلك تقوم الحجة عليهم
الشعراء :( ٧٤ ) قالوا بل وجدنا.....
فلما أورد عليهم الخليل هذه الحجة الباهرة لم يجدوا لها جوابا إلا رجوعهم إلى التقليد البحت وهو أنهم وجدوا آباءهم كذلك يفعلون أى يفعلون لهذه العبادة لهذه الأصنام مع كونها بهذه الصفة التي هى سلب السمع والنفع والضر عنها وهذا الجواب هو العصى التى يتوكأ عليها كل عاجز ويمشى بها كل أعرج ويغتر بها كل مغرور وينخدع لها كل مخدوع فإنك لو سألت الآن هذه المقلدة للرجال التى طبقت الأرض بطولها والعرض وقلت لهم ما الحجة لهم على تقليد فرد من أفراد العلماء والأخذ بكل ما يقوله فى الدين ويبتدعه من الرأى المخالف للدليل لم يجدوا غير هذا الجواب ولا فاهوا بسواه وأخذوا يعددون عليك من سبقهم إلى تقليد هذا من سلفهم واقتداء بأقواله وأفعاله وهم قد ملئوا صدورهم هيبة وضاقت أذهانهم عن تصورهم وظنوا أنهم خير أهل الأرض وأعلمهم وأورعهم فلم يسمعوا لناصح نصحا ولا لداع إلى الحق دعاء ولو فظنوا لوجدوا أنفسهم فى غرور عظيم وجهل شنيع وإنهم كالبهيمة العمياء وأولئك الأسلاف كالعمى الذين يقودون البهائم العمى كمال قال الشاعر كبهيمة عمياء قاد زمامها
أعمى على عوج الطريق الحائر
فعليك أيها العامل بالكتاب والسنة المبرأ من التعصب والتعسف أن تورد عليهم حجج الله وتقيم عليهم براهينه فإنه ربما انقاد لك منهم من لم يستحكم داء التقليد فى قلبه وأما من قد استحكم فى قلبه هذا الداء فلو أوردت عليه كل حجة وأقمت عليه كل برهان لما أعارك إلا أذنا صماء وعينا عمياء ولكنك قد قمت بواجب البيان الذي أوجبه عليك القرآن والهداية بيد الخلاق العليم ) إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )
الشعراء :( ٧٥ - ٧٦ ) قال أفرأيتم ما.....
ولما قال هؤلاء المقلدة هذه المقالة قال الخليل ) أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون ( أى فهل أبصرتم وتفكرتم ماكنتم تعبدون من هذه الأصنام التى لا تسمع ولا تنفع حتى تعلموا أنكم على ضلالة وجهالة
الشعراء :( ٧٧ ) فإنهم عدو لي.....
ثم أخبرهم بالبراءة من هذه الأصنام التي يعبدونها فقال ) فإنهم عدو لي ( ومعنى كونهم عدوا له مع كونهم جمادا أنه إن عبدهم كانوا له عدوا يوم القيامة قال الفراء هذا من المقلوب أى فإنى عدو لهم لأن من عاديته عاداك والعدو كالصديق يطلق على الواحد والمثنى والجماعة والمذكر والمؤنث كذا قال الفراء قال على بن سليمان من قال عدوة الله فأثبت الهاء قال هى بمعنى المعادية ومن قال عدو للمؤنت والجمع جعله بمعنى النسب وقيل