"""""" صفحة رقم ١٠٧ """"""
كنا هى المخففة من الثقيلة واللام فارقة بينها وبين النافية أى قالوا تالله إن الشأن كوننا فى ضلال واضح ظاهر والمراد بالضلال هنا الخسار والتبار والحيرة عن الحق والعامل فى الظرف أعنى
الشعراء :( ٩٨ - ٩٩ ) إذ نسويكم برب.....
) إذ نسويكم برب العالمين ( هو كونهم فى الضلال المبين وقيل العامل هو الضلال وقيل مايدل عليه الكلام كأنه قيل ضللنا وقت تسويتنا لكم برب العالمين وقال الكوفيون إن إن فى إن كنا نافية واللام بمعنى إلا أى ما كنا ألا في ضلال مبين الأول أولى وهو مذهب البصريين
الشعراء :( ١٠٠ ) فما لنا من.....
فما لنا من شافعين يشفعون لنا من العذاب كما للمؤمنين
الشعراء :( ١٠١ ) ولا صديق حميم
(ولا صديق حميم) أى ذى قرابة والحميم القريب الذى توده ويودك ووحد الصديق لما تقدم غير مرة أنه يطلق على الواحد والاثنين والجماعة والمذكر والمؤنث والحميم مأخوذ من حامة الرجل أى أقرابائه ويقال حم الشىء وأحم إذا قرب منه ومنه الحمى لأنه يقرب من الأجل وقال على بن عيسى إنما سمى القريب حميما لأنه يحمى لغضب صاحبه فجعله مأخوذ من الحمية
الشعراء :( ١٠٢ ) فلو أن لنا.....
) فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ( هذا منهم علي طريق التمنى الدال على كمال التحسر كأنهم قالوا فليت لنا كرة أى رجعة إلى الدنيا وجواب التمنى فنكون من المؤمنين أى نصير من جملتهم
الشعراء :( ١٠٣ ) إن في ذلك.....
والإشارة بقوله ) إن في ذلك لآية ( إلى ماتقدم ذكره من نبأ إبراهيم والاية العبرة والعلامة والتنوين يدل على التعظيم والتفخيم ) وما كان أكثرهم مؤمنين ( أى أكثر هؤلاء الذين يتلو عليهم رسول الله ( ﷺ ) نبأ إبراهيم وهم قريش ومن دان بدينهم وقيل وما كان أكثر قوم إبراهيم بمؤمنين وهو ضعيف لأنهم كلهم غير مؤمنين
الشعراء :( ١٠٤ ) وإن ربك لهو.....
) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( أى هو القاهر لأعدائه الرحيم بأوليائه أو الرحيم للأعداء بتأخير عقوبتهم وترك معاجلتهم
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس فى قوله ) وألحقني بالصالحين ( يعنى بأهل الحنة وأخرج ابن أبى حاتم عنه فى قوله ) واجعل لي لسان صدق في الآخرين ( قال اجتماع أهل الملل على إبراهيم وأخرج عنه أيضا ) واغفر لأبي ( قال امنن عليه بتوبة يستحق بها مغفرتك وأخرج البخارى وغيره من حديث أبى هريرة عن النبي ( ﷺ ) قال يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم أقل لك لاتعصنى فيقول أبوه فاليوم لا أعصينك فيقول إبراهيم رب إنك وعدتنى أن لاتخزينى يوم يبعثون فأى خزى أخزى من أبى الأبعد فيقول الله إنى حرمت الجنة على الكافرين ثم يقول يا إبراهيم ماتحت رجليك فإذا هو بذيخ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى فى النار والذيخ هو الذكر من الضباع فكأنه حول آزر إلى صورة ذيخ وقد أخرجه النسائى بأطول من هذا وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس فى قوله ) إلا من أتى الله بقلب سليم ( قال شهادة أن لا إله إلا الله وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه فكبكبوا فيها قال جمعوا فيها ) هم والغاوون ( قال مشركو العرب والآلهة وأخرج ابن أبى حاتم عنه أيضا ) فلو أن لنا كرة ( قال رجعة إلى الدنيا ) فنكون من المؤمنين ( حتى تحل لنا الشفاعة كما حلت لهؤلاء


الصفحة التالية
Icon