"""""" صفحة رقم ١٠٩ """"""
والرذالة الخسة والذلة استرذلوهم لقلة أموالهم وجامعهم أو لاتضاع أنسابهم وقيل كانوا من أهل الصناعات الخسيسة وقد تقدم تفسير هذه الآيات فى هود وقرأ ابن مسعود والضحاك ويعقوب الحضرمى وأتباعك الأرذلون قال النحاس وهى قراءة حسنة لأن هذه الواو تتبعها الأسماء كثيرا وأتباع جمع تابع
الشعراء :( ١١٢ ) قال وما علمي.....
فأجابهم نوح بقوله ) وما علمي بما كانوا يعملون ( كان زائدة والمعنى وما علمى بعملهم أى لم أكلف العلم بأعمالهم إنما كلفت أن أدعوهم إلى الإيمان والاعتبار به لا بالحرف والصنائع والفقر والغنى وكأنهم أشاروا بقولهم ) واتبعك الأرذلون ( إلى أن إيمانهم لم يكن عن نظر صحيح فأجابهم بهذا وقيل المعنى إنى لم أعلم أن سيهديهم ويضلكم
الشعراء :( ١١٣ ) إن حسابهم إلا.....
) إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون ( أي ما حسابهم عن ضمائرهم وأعمالهم إلا على الله لو كنتم من أهل الشعور والفهم قرأ الجمهور تشعرون بالفوقية وقرأ ابن أبى عبلة وابن السميفع والأعرج وأبو زرعة بالتحتية كأنه ترك الخطاب للكفار والتفت إلى الإخبار عنهم قال الزجاج والصناعات لاتضر فى باب الديانات
الشعراء :( ١١٤ ) وما أنا بطارد.....
وما أحسن ما قال ) وما أنا بطارد المؤمنين ( هذا جواب من نوح على ماظهر من كلامهم من طلب الطرد لهم
الشعراء :( ١١٥ ) إن أنا إلا.....
) إن أنا إلا نذير مبين ( أى ما أنا إلا نذير موضح لما أمرنى الله سبحانه بإبلاغه إليكم وهذه الجملة كالعلة لما قبلها
الشعراء :( ١١٦ ) قالوا لئن لم.....
) قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ( أى إن لم تترك عيب ديننا وسب آلهتنا لتكونن من المرجومين بالحجارة وقيل من المشتومين وقيل من المقتولين فعدلوا بعد تلك المحاورة وبينهم وبين نوح إلى التجبر والتوعد
الشعراء :( ١١٧ ) قال رب إن.....
فلما سمع نوح قولهم هذا ) قال رب إن قومي كذبون ( أى أصروا على تكذيبى ولم يسمعوا قولى ولا أجابوا دعائى
الشعراء :( ١١٨ ) فافتح بيني وبينهم.....
) فافتح بيني وبينهم فتحا ( الفتح الحكم أى احكم بينى وبينهم حكما وقد تقدم تحقيق معنى الفتح ) ونجني ومن معي من المؤمنين )
الشعراء :( ١١٩ ) فأنجيناه ومن معه.....
فلما دعا ربه بهذا الدعاء استجاب له فقال ) فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ( أى السفينة المملوءة والشحن ملء السفينة بالناس والدواب والمتاع
الشعراء :( ١٢٠ ) ثم أغرقنا بعد.....
) ثم أغرقنا بعد الباقين ( أى ثم أغرقنا بعد إنجائهم الباقين ومن قومه
الشعراء :( ١٢١ ) إن في ذلك.....
) إن في ذلك لآية ( أى علامة وعبرة عظيمة وما كان أكثرهم مؤمنين وما كان زائدة عند سيبويه وغيره على ما تقدم تحقيقه
الشعراء :( ١٢٢ ) وإن ربك لهو.....
) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( أى القاهر لأعدائه الرحيم بأوليائه
الشعراء :( ١٢٣ ) كذبت عاد المرسلين
) كذبت عاد المرسلين ( أنت الفعل باعتبار إسناده إلى القبيلة لأن عادا اسم أبيهم الأعلى ومعنى تكذيبهم المرسلين مع كونهم لم يكذبوا إلا رسولا واحدا قد تقدم وجهه فى قصة نوح قريبا
الشعراء :( ١٢٤ ) إذ قال لهم.....
) إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون ( الكلام فيه كالكلام فى قول نوح المتقدم قريبا
الشعراء :( ١٢٥ - ١٢٧ ) إني لكم رسول.....
وكذا قوله ) إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ( الكلام فيه كالذى قبله سواء
الشعراء :( ١٢٨ ) أتبنون بكل ريع.....
) أتبنون بكل ريع آية تعبثون ( الريع المكان المرتفع من الأرض جمع ريعة يقال كم ريعك أرضك أى كم ارتفاعها قال أبو عبيدة الريع الارتفاع جمع ريعة وقال قتادة والضحاك والكلبى الريع الطريق وبه قال مقاتل والسدى وإطلاق الريع على ما ارتفع من الأرض معروف عند أهل اللغة ومنه قول ذى الرمة طراق الخوافى مشرف فوق ريعة
بذى ليلة فى ريشه يترقرق
وقيل الريع الجبل واحده ريعة والجمع أرياع وقال مجاهد هو الفج بين الجبلين وروى عنه أن الثنية الصغيرة وروى عنه أيضا أنه المنظرة ومعنى الآية أنكم تبنون بكل مكان مرتفع علما تعبثون ببنيان تلعبون بالمارة وتسخرون منهم لأنكم تشرفون من ذلك البناء المرتفع على الطريق فتؤذون المارة وتسخرون منهم قال الكلبى إنه عبث العشارين بأموال من يمر بهم حكاه الماوردى قال ابن الأعرابى الريع الصومعة ريع البرج يكون فى الصحراء والريع التل العالى وفى الريع لغتان كسر الراء وفتحها
الشعراء :( ١٢٩ ) وتتخذون مصانع لعلكم.....
(وتتخذون مصانع)


الصفحة التالية
Icon