"""""" صفحة رقم ١١٢ """"""
فى هذه النعم التى أعطاكم الله آمنين من الموت والعذاب باقين فى الدنيا
الشعراء :( ١٤٧ - ١٤٨ ) في جنات وعيون
ولما أبهم النعم فى هذا فسرها بقوله ) في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم ( والهضيم النضيج الرخص اللين اللطيف والطلع مايطلع من الثمر وذكر النخل مع دخوله تحت الجنات لفضله على سائر الأشجار وكثيرا مايذكرون الشىء الواحد بلفظ يعمه وغيره كما يذكرون النعم ولايقصدون إلا الإبل وهكذا يذكرون الجنة ولايريدون إلا النخل قال زهير كأن عينى فى غربى مقبلة
من النواضح تسقى جنة سحقا
وسحقا جمع سحوق ولايوصف به إلا النخل وقيل المراد بالجنات غير النخل من الشجر والأول أولى وحكى الماوردى فى معنى هضيم اثنى عشر قولا أحسنها وأوفقها للغة ماذكرناه
الشعراء :( ١٤٩ ) وتنحتون من الجبال.....
) وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ( النحت النجر والبرى نحته ينحته بالكسر براه والنحاتة البراية وكانوا ينحتون بيوتهم من الجبال لما طالت أعمارهم وتهدم بناؤهم من المدر قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان فرهين بغير ألف وقرأ الباقون فارهين بالألف قال أبو عبيدة وغيره وهما بمعني واحد والفره النشاط وفرق بينهما أبو عبيد وغيره فقالوا فارهين حاذقين بنحتها وقيل متجبرين وفرهين بطرين أشرين وبه قال مجاهد وغيره وقيل شرهين وقال الضحاك كيسين وقال قتادة معجبين ناعمين آمنين وبه قال الحسن وقيل فرحين قاله الأخفش وقال ابن زيد أقوياء
الشعراء :( ١٥٠ - ١٥١ ) فاتقوا الله وأطيعون
) فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين ( أى المشركين وقيل الذين عقروا الناقة
الشعراء :( ١٥٢ ) الذين يفسدون في.....
ثم وصف هؤلاء المسرفين بقوله ) الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ( أى ذلك دأبهم يفعلون الفساد فى الأرض ولايصدر منهم الصلاح ألبتة
الشعراء :( ١٥٣ ) قالوا إنما أنت.....
) قالوا إنما أنت من المسحرين ( أى الذين أصيبوا بالسحر قاله مجاهد وقتادة وقيل المسحر هو المعلل بالطعام والشراب قال الكلبى وغيره فيكون المسحر الذى له سحر وهو الرئة فكأنهم قالوا إنما أنت بشر مثلنا تأكل وتشرب قال الفراء أى إنك تأكل الطعام والشراب وتسحر به ومنه قول امرئ القيس أو لبيد فإن تسألينا فيم نحن فإننا
عصافير من هذا الأنام المسحر
وقال امرؤ القيس أيضا أرانا موضعين لحتم غيب
ونسحر بالطعام وبالشراب
قال المؤرج المسحر المخلوق بلغة ربيعة
الشعراء :( ١٥٤ ) ما أنت إلا.....
) ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين ( فى قولك ودعواك
الشعراء :( ١٥٥ ) قال هذه ناقة.....
) قال هذه ناقة ( الله ) لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ( أى لها نصيب من الماء ولكم نصيب منه معلوم ليس لكم أن تشربوا فى اليوم الذى هو نصيبها ولا هى تشرب فى اليوم الذى هو نصيبكم قال الفراء الشرب الحظ من الماء قال النحاس فأما المصدر فيقال فيه شرب شربا وشربا وأكثرها المضموم والشرب بفتح الشين جمع شارب والمراد هنا الشرب بالكسر وبه قرأ الجمهور فيهما وقرأ ابن أبى عبلة بالضم فيهما
الشعراء :( ١٥٦ ) ولا تمسوها بسوء.....
) ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ( أى لاتمسوها بعقر أو ضرب أو شىء مما يسوؤها وجواب النهى فيأخذكم
الشعراء :( ١٥٧ ) فعقروها فأصبحوا نادمين
) فعقروها فأصبحوا نادمين ( على عقرها لما عرفواأن العذاب نازل بهم وذلك أنه أنظرهم ثلاثا فظهرت عليهم العلامة فى كل يوم وندموا حيث لاينفع الندم لأن ذلك لايجدى عند معاينة العذاب وظهور آثاره
الشعراء :( ١٥٨ ) فأخذهم العذاب إن.....
) فأخذهم العذاب ( الذى وعدهم به وقد تقدم تفسير قوله ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ( وإن ربك لهو العزيز الرحيم فى هذه السورة وتقدم أيضا تفسير قصة صالح وقومه في غير هذه السورة


الصفحة التالية
Icon