"""""" صفحة رقم ١١٥ """"""
أى نقصته ومنه قوله تعالى ) وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون )
الشعراء :( ١٨٢ ) وزنوا بالقسطاس المستقيم
ثم زاد سبحانه فى البيان فقال ) وزنوا بالقسطاس المستقيم ( أى أعطوا الحق بالميزان السوى وقد مر بيان تفسير هذا فى سورة سبحان وقد قرئ بالقسطاس مضموما ومكسورا
الشعراء :( ١٨٣ ) ولا تبخسوا الناس.....
) ولا تبخسوا الناس أشياءهم ( البخس النقص يقال بخسه حقه إذا نقصه أى لاتنقصوا الناس حقوقهم التى لهم وهذا تعميم بعد التخصيص وقد تقدم تفسيره فى سورة هود وتقدم أيضا تفسير ) ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( فيها وفى غيرها
الشعراء :( ١٨٤ ) واتقوا الذي خلقكم.....
) واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ( قرأ الجمهور بكسر الجيم والباء وتشديد اللام وقرأ أبو حصين والأعمش والحسن والأعرج وشيبة بضمهما وتشديد اللام وقرأ السلمى بفتح الجيم مع سكون الباء والجبلة الخليقة قاله مجاهد وغيره يعنى الأمم المتقدمة يقال جبل فلان على كذا أى خلق قال النحاس الخلق يقال له جبلة بكسر الحرفين الأولين وبضمهما مع تشديد اللام فيهما وبضم الجيم وسكون الباء وضمه فتحها قال الهروى الجبلة والجبلة والجبل والجبل لغات وهو الجمع ذو العدد الكثير من الناس ومنه قوله تعالى جبلا كثيرا أى خلقا كثيرا ومن ذلك قول الشاعر والموت أعظم حادث
فيما يمر على الجبلة
الشعراء :( ١٨٥ - ١٨٦ ) قالوا إنما أنت.....
) قالوا إنما أنت من المسحرين وما أنت إلا بشر مثلنا ( قد تقدم تفسيره مستوفى فى هذه السورة ) وإن نظنك لمن الكاذبين ( إن هى المخففة من الثقيلة عملت فى ضمير شأن مقدر واللام هى الفارقة أى فيما تدعيه علينا من الرسالة وقيل هى النافية واللام بمعنى إلا أى مانظنك إلا من الكاذبين والأول أولى
الشعراء :( ١٨٧ ) فأسقط علينا كسفا.....
) فأسقط علينا كسفا من السماء ( كان شعيب يتوعدهم بالعذاب إن لم يؤمنوا فقالوا له هذا القول نعتا واستبعادا وتعجيزا والكسف القطعة قال أبو عبيدة الكسف جمع كسفة مثل سدر وسدرة قال الجوهرى الكسفة القطعة من الشىء يقال أعطنى كسفة من ثوبك والجمع كسف وقد مضى تحقيق هذا فى سورة سبحان ) إن كنت من الصادقين ( فى دعواك
الشعراء :( ١٨٨ ) قال ربي أعلم.....
) قال ربي أعلم بما تعملون ( من الشرك والمعاصى فهو مجازيكم علي ذلك إن شاء وفى هذا تهديد شديد
الشعراء :( ١٨٩ ) فكذبوه فأخذهم عذاب.....
) فكذبوه ( فاستمروا على تكذيبه وأصروا علي ذلك ) فأخذهم عذاب يوم الظلة ( والظلة السحاب أقامها الله فوق رءوسهم فأمطرت عليهم نارا فهلكوا وقد أصابهم الله بما اقترحوا لأنهم إن أرادوا بالكسف القطعة من السحاب فظاهر وإن أرادوا بها القطعة من السماء فقد نزل عليهم العذاب من جهتها وأضاف العذاب إلى يوم الظلة لا إلى الظلة تنبيها علي أن لهم فى ذلك اليوم عذابا غير عذاب الظلة كذا قيل ثم وصف سبحانه هذا العذاب الذى أصابهم بقوله ) إنه كان عذاب يوم عظيم ( لما فيه من الشدة عليهم التى لايقادر قدرها وقد تقدم تفسير قوله
الشعراء :( ١٩٠ - ١٩١ ) إن في ذلك.....
) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم ( فى هذه السورة مستوفى فلا نعيده وفي هذا التكرير لهذه الكلمات فى آخر هذه القصص من التهديد والزجر والتقرير والتأكيد مالا يخفى علي من يفهم مواقع الكلام ويعرف أساليبه
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد فى قوله ) وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ( قال تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال وأدبار النساء وأخرج عبد ابن حميد وابن المنذر عن عكرمة نحوه وأخرجا أيضا عن قتادة ) إلا عجوزا في الغابرين ( قال هى امرأة لوط غبرت فى عذاب الله وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ليكة قال هى الأيكة وأخرج اسحاق بن بشر وابن عساكر وابن عباس فى قوله ) كذب أصحاب الأيكة المرسلين ( قال كانوا أصحاب غيضة من ساحل البحر إلى


الصفحة التالية
Icon