"""""" صفحة رقم ١٢٦ """"""
بين الإيمان والعمل الصالح وجعل الخبر مضارعا للدلالة على التجدد فى كل وقت وعدم الانقطاع
النمل :( ٤ ) إن الذين لا.....
ثم لما ذكر سبحانه أهل السعادة ذكر بعدهم أهل الشقاوة فقال ) إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ( وهم الكفار أى لايصدقون بالبعث ) زينا لهم أعمالهم ( قيل المراد زين الله لهم أعمالهم السيئة حتى رأوها حسنة وقيل المراد أن الله زين لهم الأعمال الحسنة وذكر لهم مافيها من خيرى الدنيا والآخرة فلم يقبلوا ذلك قال الزجاج معنى الاية انا جعلنا جزاءهم علي كفرهم أن زينا لهم ماهم فيه ) فهم يعمهون ( أى يترددون فيها متحيرين على الاستمرار لايهدتون إلى طريقة ولايقفون علي حقيقة وقيل معنى يعمهون يتمادون وقال قتادة يلعبون وفى معنى التحير قال الشاعر ومهمه أطرافه فى مهمه
أعمى الهدى الحائرين العمه
النمل :( ٥ ) أولئك الذين لهم.....
والإشارة بقوله ) أولئك ( إلى المذكورين قبله وهو مبتدأ خبره ) لهم سوء العذاب ( قيل فى الدنيا كالقتل والأسر ووجه تخصيصه بعذاب الدنيا قوله بعده ) وهم في الآخرة هم الأخسرون ( أى هم أشد الناس خسرانا وأعظمهم خيبة
النمل :( ٦ ) وإنك لتلقى القرآن.....
ثم مهد سبحانه مقدمة نافعة لما سيذكره بعد ذلك من الأخبار العجيبة فقال ) وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ( أى يلقى عليك فتلقاه وتأخذه من لدن كثير الحكمة والعلم قيل إن لدن هاهنا بمعنى عند وفيها لغات كما تقدم فى سورة الكهف
النمل :( ٧ ) إذ قال موسى.....
) إذ قال موسى لأهله ( الظرف منصوب بمضمر وهو اذكر قال الزجاج موضع إذ نصب المعنى اذكر إذ قال موسى أى اذكر قصته إذ قال لأهله والمراد بأهله امرأته فى مسيره من مدين إلى مصر ولم يكن معه إذ ذاك إلا زوجته بنت شعيب فكنى عنها بلفظ الأهل الدال على الكثرة ومثله قوله امكثوا ومعنى ) إني آنست نارا ( أبصرتها ) سآتيكم منها بخبر ( السين تدل علي بعد مسافة النار ) أو آتيكم بشهاب قبس ( قرأ عاصم وحمزة والكسائى بتنوين شهاب وقرأ الباقون بإضافته إلى قبس فعلى القراءة الأولى يكون قبس بدلا من شهاب أو صفة له لأنه بمعنى مقبوس وعلى القراءة الثانية الإضافة للبيان والمعنى على القراءتين آتيكم بشعلة نار مقبوسة أى مأخوذة من أصلها قال الزجاج من نون جعل قبس من صفة شهاب وقال الفراء هذه الإضافة كالإضافة فى قولهم مسجد الجامع وصلاة الأولى أضاف الشىء إلى نفسه لاختلاف أسمائه وقال النحاس هى إضافة النوع إلى الجنس كما تقول ثوب خز وخاتم حديد قال ويجوز فى غير القرآن بشهاب قبسا على أنه مصدر أو بيان أو حال ) لعلكم تصطلون ( أى رجاء أن تستدفئوا بها أو لكي تستدفئوا بها من البرد يقال صلى بالنار واصطلى بها إذا استدفأ بها الزجاج كل أبيض ذى نور فهو شهاب وقال أبو عبيدة الشهاب النار ومنه قول أبي النجم
كأنما كان شهابا واقدا أضاء ضوءا ثم صار خامدا
وقال ثعلب اصل الشهاب عود فى أحد طرفيه جمرة والاخر لا نار فيه والشهاب الشعاع المضئ وقيل للكوكب شهاب ومنه قول الشاعر
فى كفه صعدة مثقفة فيها سنان كشعلة القبس
النمل :( ٨ ) فلما جاءها نودي.....
) فلما جاءها ( أى جاء النار موسى ) نودي أن بورك من في النار ومن حولها ( أن هى المفسرة لما فى النداء من معني القول أو هى المصدرية أى بأن بورك وقيل هى المخففة من الثقيلة قال الزجاج أن فى موضع نصب أى بأن قال ويجوز أن يكون فى موضع رفع اسم مالم يسم فاعله والأولى أن النائب ضمير يعود إلى موسى وقرأ أبي وابن عباس ومجاهد ؟ أن بوركت النار ومن حولها ؟ حكى ذلك أبو حاتم وحكى الكسائى عن العرب