"""""" صفحة رقم ١٣٤ """"""
والقراءة بالتشديد خبر يتبع بعضه بعضا لا انقطاع في وسطه وكذا قال النحاس وعلى هذه القراءة تكون جملة ألا يسجدوا معترضة من كلام الهدهد أو من كلام سليمان أو من كلام الله سبحانه وفي قراءة عبد الله بن مسعود هل لا تسجدوا بالفوقية وفي قراءة أبي ألا تسجدوا بالفوقية أيضا الذي يخرج الخبء في السموات والأرض أي يظهر ما هو مخبوء ومخفي فيهما يقال خبأت الشيء أخبؤه خبأ والخبء ما خبأته قال الزجاج جاء في التفسير أن الخبء ها هنا بمعنى القطر من السماء والنبات من الأرض وقيل خبء الأرض كنوزها ونباتها وقال قتادة الخبء السر قال النحاس أي ما غاب في السموات والأرض وقرأ أبي وعيسى بن عمر الخب بفتح الباء من غير همز تخفيفا وقرأ عبدالله وعكرمة ومالك بن دينار الخبا بالألف قال أبو حاتم وهذا لا يجوز في العربية ورد عليه بأن سيبويه حكى عن العرب أن الألف تبدل من الهمزة إذا كان قبلها ساكن وفي قراءة عبد الله ) يخرج الخبء في السماوات والأرض ( قال الفراء ومن وفي يتعاقبان والموصول يجوز أن يكون في محل جر نعتا لله سبحانه أو بدلا منه أو بيانا له ويجوز أن يكون في محل نصب على المدح ويجوز أن يكون في محل رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف وجملة ) ويعلم ما تخفون وما تعلنون ( معطوفة على يخرج قرأ الجمهور بالتحتية في الفعلين وقرأ الجحدري وعيسى بن عمر وحفص والكسائي بالفوقية للخطاب أما القراءة الأولى فلكون الضمائر المتقدمة ضمائر غيبة وأما القراءة الثانية فلكون قراءة الزهرى والكسائى فيها الأمر بالسجود والخطاب لهم بذلك فهذا عندهم من تمام ذلك الخطاب والمعنى أن الله سبحانه يخرج ما في هذا العالم الإنساني من الخفاء بعلمه له كما يخرج ما خفى في السموات والأرض
النمل :( ٢٦ ) الله لا إله.....
ثم بعد ما وصف الرب سبحانه بما تقدم مما يدل على عظيم قدرته وجليل سلطانه ووجوب توحيده وتخصيصه بالعبادة قال ) الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ( قرأ الجمهور العظيم بالجر نعتا للعرش وقرأ ابن محيصن بالرفع نعتا للرب وخص العرش بالذكر لأنه أعظم المخلوقات كما ثبت ذلك في المرفوع إلى رسول الله ( ﷺ )
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إن الله لم ينعم على عبد نعمة فحمد الله عليها إلا كان حمده أفضل من نعمته لو كنت لا تعرف ذلك إلا في كتاب الله المنزل قال الله عز وجل ) ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ( وأى نعمة أفضل مما أعطى داود وسليمان
أقول ليس في الآية ما يدل على ما فهمه رحمه الله والذي تدل عليه أنهما حمدا الله سبحانه على ما فضلهما به من النعم فمن أين تدل على أن حمده أفضل من نعمته وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ) وورث سليمان داود ( قال ورثه نبوته وملكه وعلمه وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد في الزهد وابن أبى حاتم عن أبى الصديق الناجي قال خرج سليمان بن داود يستسقى بالناس فمر على نملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك فإما أن تسقينا وإما أن تهلكنا فقال سليمان للناس ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم وأخرج الحاكم في المستدرك عن جعفر بن محمد قال أعطى سليمان ملك مشارق الأرض ومغاربها فملك سليمان سبعمائة سنة وستة أشهر ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والإنس والدواب والطير والسباع وأعطى كل شيء ومنطق كل شيء وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة حتى إذا أراد الله أن يقبضه إليه أوحى إليه أن يستودع علم الله وحكمته أخاه وولد داود كانوا أربعمائة وثمانين رجلا أنبياء بلا رسالة قال الذهبى هذا باطل وقد رويت قصص في عظم ملك سليمان لا تطيب النفس بذكر شيء منها فالإمساك عن ذكرها أولى وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله