"""""" صفحة رقم ١٥٦ """"""
المذكور في قوله لا يحزنهم الفزع الأكبر ووجه قراءة نافع أنه نصب يوم على الظرفية لكون الإعراب فيه غير متمكن ولما كانت إضافة الفزع إلى ظرف غير متمكن بني وقد تقدم في سورة هود كلام في هذا مستوفى
النمل :( ٩٠ ) ومن جاء بالسيئة.....
) ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار ( قال جماعة من الصحابة ومن بعدهم حتى قيل إنه مجمع عليه بين أهل التأويل إن المراد بالسيئة هنا الشرك ووجه التخصيص قوله ) فكبت وجوههم في النار ( فهذا الجزاء لا يكون إلا بمثل سيئة الشرك ومعنى ) فكبت وجوههم في النار ( أنهم كبوا فيها على وجوههم وألقوا فيها وطرحوا عليها يقال كببت الرجل إذا ألقيته لوجهه فانكب وأكب وجملة ) هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ( بتقدير القول أي يقال ذلك والقائل خزنة جهنم أي ما تجزون إلا جزاء عملكم
النمل :( ٩١ ) إنما أمرت أن.....
) إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها ( لما فرغ سبحانه من بيان أحوال المبدإ والمعاد أمر رسوله صلى الله عليه واله وسلم أن يقول لهم هذه المقالة أي قل يا محمد إنما أمرت أن أخص الله بالعبادة وحده لا شريك له والمراد بالبلدة مكة وإنما خصها من بين سائر البلاد لكون فيها بيت الله الحرام ولكونها أحب البلاد إلى رسوله والموصول صفة للرب وهكذا قرأ الجمهور وقرأ ابن عباس وابن مسعود التي حرمها على أن الموصول صفة للبلدة ومعنى حرمها جعلها حرما امنا لا يسفك فيها دم ولا يظلم فيها أحد ولا يصطاد صيدها ولا يختلى خلاها ) وله كل شيء ( من الأشياء خلقا وملكا وتصرفا أي ولله كل شيء ) وأمرت أن أكون من المسلمين ( أي المنقادين لأمر الله المستسلمين له بالطاعة وامتثال أمره واجتناب نهيه والمراد بقوله ) أن أكون ( أن أثبت على ما أنا عليه
النمل :( ٩٢ ) وأن أتلو القرآن.....
) وأن أتلو القرآن ( أي أداوم تلاوته وأواظب على ذلك قيل وليس المراد من تلاوة القران هنا إلا تلاوة الدعوة إلى الإيمان والأول أولى ) فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ( لأن نفع ذلك راجع إليه أي فمن اهتدى على العموم أو فمن اهتدى بما أتلوه عليه فعمل بما فيه من الإيمان بالله والعمل بشرائعه قرأ الجمهور وأن أتلو بإثبات الواو بعد اللام على أنه من التلاوة وهي القراءة أو من التلو وهو الاتباع وقرأ عبد الله وأن اتل بحذف الواو أمرا له صلى الله عليه واله وسلم كذا وجهه الفراء قال النحاس ولا نعرف أحدا قرأ هذه القراءة وهي مخالفة لجميع المصاحف ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين وقد فعلت بإبلاغ ذلك إليكم وليس على غير ذلك وقيل الجواب محذوف أي فوبال ضلاله عليه وأقيم إنما أنا من المنذرين مقامه لكونه كالعلة له
النمل :( ٩٣ ) وقل الحمد لله.....
وقل الحمد لله على نعمه التي أنعم بها على من النبوة والعلم وغير ذلك وقوله سيريكم اياته هو من جملة ما أمر به النبي صلى الله عليه واله وسلم أن يقوله أي سيريكم الله اياته في أنفسكم وفي غيركم فتعرفونها أي تعرفون اياته ودلائل قدرته ووحدانيته وهذه المعرفة لا تنفع الكفار لأنهم عرفوها حين لا يقبل منهم الإيمان وذلك عند حضور الموت ثم ختم السورة بقوله ) وما ربك بغافل عما تعملون ( وهو كلام من جهته سبحانه غير داخل تحت الكلام الذي أمر النبي صلى الله عليه واله وسلم أن يقوله وفيه ترهيب شديد وتهديد عظيم قرأ أهل المدينة والشام وحفص عن عاصم تعملون بالفوقية على الخطاب وقرأ الباقون بالتحتية
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله داخرين قال صاغرين وأخرج هؤلاء عنه في قوله ) وترى الجبال تحسبها جامدة ( قال قائمة ) صنع الله الذي أتقن كل شيء ( قال أحكم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله ) صنع الله الذي أتقن كل شيء ( قال أحسن كل شيء خلقه وأوثقه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ) من جاء بالحسنة فله خير منها (