"""""" صفحة رقم ١٧٩ """"""
من أرضنا أي يتخطفنا العرب من أرضنا يعنون مكة ولا طاقة لنا بهم وهذا من جملة أعذارهم الباطلة وتعللاتهم العاطلة والتخطف في الأصل هو الانتزاع بسرعة قرأ الجمهور نتخطف بالجزم جوابا للشرط وقرأ المنقري بالرفع على الاستئناف ثم رد الله ذلك عليهم ردا مصدرا باستفهام التوبيخ والتقريع فقال أو لم نمكن لهم حرما امنا أي ألم نجعل لهم حرما ذا أمن قال أبو البقاء عداه بنفسه لأنه بمعنى جعل كما صرح بذلك في قوله أو لم يروا أنا جعلنا حرما ثم وصف هذا الحرم بقوله يجبى إليه ثمرات كل شيء أي تجمع إليه الثمرات على اختلاف أنواعها من الأراضي المختلفة وتحمل إليه قرأ الجمهور يجبي بالتحتية اعتبار بتذكير كل شيء ووجود الحائل بين الفعل وبين ثمرات وأيضا ليس تأنيث ثمرات بحقيقي واختار قراءة الجمهور أبو عبيد لما ذكرنا وقرأ نافع بالفوقية اعتبار بثمرات وقرأ الجمهور أيضا ثمرات بفتحتين وقرأ أبان بضمتين وقريء بفتح الثاء وسكون الميم رزقا من لدنا منتصب على المصدرية لأن معنى يجبي نرزقهم ويجوز أن ينتصب على أنه مفعول له لفعل محذوف أي نسوقه إليهم زرقا من لدنا ويجوز أن ينتصب على الحال أي رازقين ) ولكن أكثرهم لا يعلمون ( لفرط جهلهم ومزيد غفلتهم وعدم تفكرهم في أمر معادهم ورشادهم لكونهم من طبع الله على قلبه وجعل على بصره غشاوة
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج الفريابي والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن أبي هريرة في قوله وما كنت بجانب الطور إذ نادينا قال نودوا يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني واستجبت لكم قبل أن تدعوني وأخرجه ابن مردويه من وجه اخر عن أبي هريرة مرفوعا وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عنه من وجه اخر بنحوه وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل وأبو نصر السجزي في الإبانة والديلمي عن عمرو بن عبسة قال سألت النبي صلى الله عليه واله وسلم عن قوله وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ما كان النداء وما كانت الرحمة قال كتبه الله قبل أ يخلق خلقه بألفي عام ثم وضعه على عرشه ثم نادى يا أمة محمد سبقت رحمتي غضبي أعطيتكم قبل أن تسألوني وغفرت لكم قبل أن تستغفروني فمن لقيني منكم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبدي ورسولي صادقا أدخلته الجنة وأخرج الختلى في الديباج عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا مثله وأخرج ابن مردوية وأبو نعيم عن حذيفة في قوله ) وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ( مرفوعا قال نودوا يا أمة محمد ما دعوتمونا إذ استجبنا لكم ولا سألتمونا إذ أعطيناكم وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس مرفوعا إن الله نادى يا أمة محمد أجيبوا ربكم قال فأجابوا وهم في أصلاب ابائهم وأرحام أمهاتهم إلى يوم القيامه فقالوا لبيك أنت ربنا حقا ونحن عبيدك حقا قال صدقتم أنا ربكم وأنتم عبيدي حقا قد عفوت عنكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني فمن لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الهالك في الفترة يقول رب لم يأتني كتاب ولا رسول ثم قرأ هذه الاية ) ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا ( وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردوية عن ابن عباس في قوله قالوا ساحران تظاهرا الخ قال هم أهل الكتاب إنا بكل كافرون يعني بالكتابين التوراة والفرقان وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو القاسم البغوي والبارودي وابن قانع الثلاثة في معاجم الصحابة والطبراني وابن مردويه بسند جيد عن رفاعة القرظي قال نزلت ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون إلى قوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين في عشرة رهط أنا أحدهم وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس الذين اتيناهم الكتاب من قبله هم به