"""""" صفحة رقم ١٨٨ """"""
تقرير كقولك أما ترى صنع الله وإحسانه وقيل هي كلمة تنبيه بمنزلة ألا وقال قطرب إنما وهو يلك فأسقطت لامه ومنه قول عنترة ولقد شفا نفسي وأبرأ سقمها
قول الفوارس ويك عنتر أقدم
وقال ابن الأعرابي معنى ويكأن الله أعلم أن الله وقال القتيبي معناها بلغة حمير رحمة وقيل هي بمعنى ألم تر وروى عن الكسائي أنه قال هي كلمة تفجع ) لولا أن من الله علينا ( برحمته وعصمنا من مثل ما كان عليه قارون من البطر والبغي ولم يؤاخذنا بما وقع منا من ذلك التمني لخسف بنا كما خسف به قرأ حفص لخسف مبنيا للفاعل وقرأ الباقون مبنيا للمفعول ويكأنه لا يفلح الكافرون أي لا يفوزون بمطلب من مطالبهم
القصص :( ٨٣ ) تلك الدار الآخرة.....
) تلك الدار الآخرة ( أي الجنة والإشارة إليها لقصد التعظيم لها والتفخيم لشأنها كأنه قال تلك التي سمعت بخبرها وبلغك شأنها ) نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ( أي رفعة وتكبرا على المؤمنين ) ولا فسادا ( أي عملا بمعاصى الله سبحانه فيها وذكر العلو والفساد منكرين في حيز النفي يدل على شمولهما لكل ما يطلق عليه أنه علو وأنه فساد من غير تخصيص بنوع خاص أما الفساد فظاهر أنه لا يجوز شيء منه كائنا ما كان وأما العلو فالممنوع منه ما كان على طريق التكبر على الغير والتطاول على الناس وليس منه طلب العلو في الحق والرئاسة في الدين ولا محبة اللباس الحسن والمركوب الحسن والمنزل الحسن
القصص :( ٨٤ ) من جاء بالحسنة.....
) من جاء بالحسنة فله خير منها ( وهو أن الله يجازيه بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ) ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون ( أي إلا مثل ما كانوا يعملون فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وقد تقدم بيان معني هذه الآية في سورة النمل
القصص :( ٨٥ ) إن الذي فرض.....
) إن الذي فرض عليك القرآن ( قال المفسرون أي أنزل عليك القرآن وقال الزجاج فرض عليك العمل بما يوجبه القرآن وتقدير الكلام فرض عليك أحكام القرآن وفرائضه ) لرادك إلى معاد ( قال جمهور المفسرين إي إلى مكة وقال مجاهد وعكرمة والزهري والحسن إن المعنى لرادك إلى يوم القيامة وهو اختيار الزجاج يقال بيني وبينك المعاد أي يوم القيامة لأن الناس يعودون فيه أحياء وقال أبو مالك وأبو صالح لرادك إلى معاد إلى الجنة وبه قال أبو سعيد الخدري وروى عن مجاهد وقيل إلى معاد إلى الموت ) قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين ( هذا جواب لكفار مكة لما قالوا للنبي صلى الله عليه واله وسلم إنك في ضلال والمراد من جاء بالهدى هو النبي صلى الله عليه واله وسلم ومن هو في ضلال مبين المشركون والأولى حمل الآية على العموم وأن الله سبحانه يعلم حال كل طائفة من هاتين الطائفتين ويجازيها بما تستحقه من خير وشر
القصص :( ٨٦ ) وما كنت ترجو.....
) وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب ( أي ما كنت ترجو أنا نرسلك إلى العباد وننزل عليك القرآن وقيل ما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب بردك إلى معادك والاستثناء في قوله ) إلا رحمة من ربك ( منقطع أي لكن إلقاؤه عليك رحمة من ربك ويجوز أن يكون متصلا حملا على المعنى كأنه قيل وما ألقى إليك الكتاب إلا لأجل الرحمة من ربك والأول أولى وبه جزم الكسائي والفراء ) فلا تكونن ظهيرا للكافرين ( أي عونا لهم وفيه تعريض بغيره من الأمة وقيل المراد لا تكونن ظهيرا لهم بمداراتهم
القصص :( ٨٧ ) ولا يصدنك عن.....
) ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك ( أي لا يصدنك يا محمد الكافرون وأقوالهم وكذبهم وأذاهم عن تلاوة آيات الله والعمل بها بعد إذ أنزلها الله إليك وفرضت عليك قرأ الجمهور بفتح الياء وضم الصاد من صده يصده وقرأ عاصم بضم الياء وكسر الصاد من أصده بمعنى