"""""" صفحة رقم ٢٠٧ """"""
سورة العنكبوت ( ٥١ - ٥٥ )
العنكبوت :( ٤٧ ) وكذلك أنزلنا إليك.....
قوله ) وكذلك أنزلنا إليك الكتاب ( هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم والإشارة إلى مصدر الفعل كما بيناه في مواضع كثيرة أي ومثل ذلك الإنزال البديع أنزلنا إليك الكتاب وهو القرآن وقيل المعنى كما أنزلنا الكتاب عليهم أنزلنا عليك القرآن ) فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ( يعني مؤمني أهل الكتاب كعبد الله ابن سلام وخصهم بإيتائهم الكتاب لكونهم العاملين به وكأن غيرهم لم يؤتوه لعدم عملهم بما فيه وجحدهم لصفات رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المذكورة فيه ) ومن هؤلاء من يؤمن به ( الإشارة إلى أهل مكة والمراد أن منهم وهو من قد أسلم من يؤمن به أي بالقران وقيل الإشارة إلى جميع العرب ) وما يجحد بآياتنا ( أي آيات القران ) إلا الكافرون ( المصممون على كفرهم من المشركين وأهل الكتاب
العنكبوت :( ٤٨ ) وما كنت تتلو.....
) وما كنت تتلو من قبله من كتاب ( الضمير في قبله راجع إلى القران لأنه المراد بقوله أنزلنا إليك الكتاب أي ما كنت يا محمد تقرأ قبل القران كتابا ولا تقدر على ذلك لأنك أمى لا تقرأ ولا تكتب ) ولا تخطه بيمينك ( أي ولا تكتبه لأنك لا تقدر على الكتابة قال مجاهد كان أهل الكتاب يجدون في كتبهم أن محمدا صلى الله عليه واله وسلم لا يخط ولا يقرأ فنزلت هذه الاية قال النحاس وذلك دليل على نبوته لأنه لا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب ولم يكن بمكة أهل كتاب فجاءهم بأخبار الأنبياء والأمم ) إذا لارتاب المبطلون ( أي لو كانت ممن يقدر على التلاوة والخط لقالوا لعله وجد ما يتلوه علينا من كتب الله السابقة أو من الكتب المدونة في أخبار الأمم فلما كنت أميا لا تقرأ ولا تكتب لم يكن هناك موضع للريبة ولا محل للشك أبدا بل إنكار من أنكر وكفر من كفر مجرد عناد وجحود بلا شبهة وسماهم مبطلين لأن ارتيابهم على تقدير أنه صلى الله عليه واله وسلم يقرأ ويكتب ظلم منهم لظهور نزاهته ووضوح معجزاته
العنكبوت :( ٤٩ ) بل هو آيات.....
) بل هو آيات بينات ( يعني القرآن ) في صدور الذين أوتوا العلم ( يعني المؤمنين الذين حفظوا القرآن على عهده صلى الله عليه واله وسلم وحفظوه بعده وقال قتادة ومقاتل إن الضمير يرجع إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم أي بل محمد آيات بينات أي ذو آيات وقرأ ابن مسعود بل هي آيات بينات قال الفراء معنى هذه القراءة بل آيات القرآن آيات بينات واختار ابن جرير ما قاله قتادة ومقاتل وقد استدل لما قالاه بقراءة ابن السميفع بل هذا آيات بينات ولا دليل في هذه القراءة على ذلك لأن الإشارة يجوز أن تكون إلى القران كما جاز أن تكون إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم بل رجوعها إلى القران أظهر لعدم احتياج ذلك إلى التأويل والتقدير ) وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ( أي المجاوزون للحد في الظلم
العنكبوت :( ٥٠ ) وقالوا لولا أنزل.....
) وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه ( أي قال المشركون هذا القول والمعنى هلا أنزلت عليه آيات كآيات الأنبياء وذلك كايات موسى وناقة صالح وإحياء المسيح للموتى ثم أمره الله سبحانه أن يجيب عليهم فقال ) قل إنما الآيات عند الله ( ينزلها على من يشاء من عباده ولا قدرة لأحد على


الصفحة التالية
Icon