"""""" صفحة رقم ٢١٥ """"""
الكفار وقيل كفار مكة على الخصوص
الروم :( ٧ ) يعلمون ظاهرا من.....
) يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ( أي يعلمون ظاهر ما يشاهدونه من زخارف الدنيا وملاذها وأمر معاشهم وأسباب تحصيل فوائدهم الدنيوية وقيل هو ما تلقيه الشياطين إليهم من أمور الدنيا عند استراقهم السمع وقيل الظاهر الباطل ) وهم عن الآخرة ( التي هي النعمة الدائمة واللذة الخالصة ) هم غافلون ( لا يتلفتون إليها ولا يعدون لها ما يحتاج إليه أو غافلون عن الإيمان بها والتصديق بمجيئها
الروم :( ٨ ) أو لم يتفكروا.....
) أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما ( الهمزة للانكار عليهم والواو للعطف على مقدر كما في نظائره وفي أنفسهم ظرف للتفكر وليس مفعولا للتفكر والمعنى أن أسباب التفكر حاصلة لهم وهي أنفسهم لو تفكروا فيها كما ينبغي لعلموا وحدانية الله وصدق أنبيائه وقيل إنها مفعول للتفكر والمعنى أو لم يتفكروا في خلق الله إياهم ولم يكونوا شيئا وما في ما خلق الله نافية أي لم يخلقها إلا بالحق الثابت الذي يحق ثبوته أو هي اسم في محل نصب على إسقاط الخافض أي بما خلق الله والعامل فيها إما العلم الذي يؤدي إليه التفكر وقال الزجاج في الكلام حذف أي فيعلموا فجعل ما معمولة للفعل المقدر لا للعلم المدلول عليه والباء في ) إلا بالحق ( إما للسببية أو هي ومجرورها في محل نصب على الحال أي ملتبسة بالحق قال الفراء معناه إلا للحق أي للثواب والعقاب وقيل بالحق بالعدل وقيل بالحكمة وقيل بالحق أي أنه هو الحق وللحق خلقها ) وأجل مسمى ( معطف على الحق أي وبأجل مسمى للسموات والأرض وما بينهما تنتهي إليه وهو يوم القيامة وفي هذا تنبيه على الفناء وأن لكل مخلوق أجلا لا يجاوزه وقيل معنى ) وأجل مسمى ( أنه خلق ما خلق في وقت سماه لخلق ذلك الشيء ) وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون ( أي لكافرون بالبعث بعد الموت واللام هي المؤكدة والمراد بهؤلاء الكفار على الإطلاق أو كفار مكة
الروم :( ٩ ) أو لم يسيروا.....
) أو لم يسيروا في الأرض ( الاستفهام للتقريع والتوبيخ لعدم تفكرهم في الاثار وتأملهم لمواقع الاعتبار والفاء في فينظروا للعطف على يسيروا داخل تحت ما تضمنه الاستفهام من التقريع والتوبيخ والمعنى أنهم قد ساروا وشاهدوا ) كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ( من طوائف الكفار الذين أهلكهم الله بسبب كفرهم بالله وجحودهم للحق وتكذيبهم للرسل وجملة ) وكانوا أشد منهم قوة ( مبينة للكيفية التي كانوا عليها وأنهم أقدر من كفار مكة ومن تابعهم على الأمور الدنيوية ومعنى ) وأثاروا الأرض ( حرثوها وقلبوها للزراعة وزاولوا أسباب ذلك ولم يكن أهل مكة أهل حرث ) وعمروها أكثر مما عمروها ( أي عمروها عمارة أكثر مما عمرها هؤلاء لأن أولئك كانوا أطول منهم أعمارا وأقوى أجساما وأكثر تحصيلا لأسباب المعاش فعمروا الأرض بالأبنية والزراعة والغرس ) وجاءتهم رسلهم ( بالبينات أي المعجزات وقيل بالأحكام الشرعية ) فما كان الله ليظلمهم ( بتعذيبهم على غير ذنب ) ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ( بالكفر والتكذيب
الروم :( ١٠ ) ثم كان عاقبة.....
) ثم كان عاقبة الذين أساؤوا ( أي علموا السيئات من الشرك والمعاصي ) السوأى ( هي فعلى من السوء تأنيث الأسوإ وهو الأقبح أي كان عاقبتهم العقوبة التي هي أسوأ العقوبات وقيل هي اسم لجهنم كما أن الحسنى اسم للجنة ويجوز أن تكون مصدرا كالبشرئ والذكرى وصفت به العقوبة مبالغة قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاقبة بالرفع على أنها اسم كان وتذكير الفعل لكون تأنيثها مجازيا والخبر السواى أي الفعلة أو الخصلة أو العقوبة السوآى أو الخبر ) أن كذبوا ( أي كان اخر أمرهم التكذيب وقرأ الباقون عاقبة بالنصب على خبر كان والاسم السوىء أو أن كذبوا ويكون التقدير ثم كان التكذيب عاقبة الذين أساءوا والسوآى مصدر أساءوا أو صفة لمحذوف وقال الكسائي إن قوله ) أن كذبوا ( في محل نصب على العلة أي لأن كذبوا بايات الله التي أنزلها على رسله أو بأن كذبوا ومن القائلين بأن السواى جهنم الفراء والزجاج وابن قتيبة


الصفحة التالية
Icon