"""""" صفحة رقم ٢٣٢ """"""
) ثم جعل من بعد قوة ضعفا ( أي عند الكبر والهرم ) وشيبة ( الشيبة هي تمام الضعف ونهاية الكبر قرأ الجمهور ضعف بضم الضاد في هذه المواضع وقرأ عاصم وحمزة بفتحها وقرأ الجحدري بالفتح في الأولين والضم في الثالث قال الفراء الضم لغة قريش والفتح لغة تميم قال الجوهري الضعف والضعف خلاف القوة وقيل هو بالفتح في الرأي وبالضم في الجسم ) يخلق ما يشاء ( يعني من جميع الأشياء ومن جملتها القوة والضعف في بني ادم ) وهو العليم ( بتدبيره ) القدير ( على خلق ما يريده وأجاز الكوفيون من ضعف بفتح الضاد والعين
الروم :( ٥٥ ) ويوم تقوم الساعة.....
) ويوم تقوم الساعة ( أي القيامة وسميت ساعة لأنها تقوم في اخر ساعة من ساعات الدنيا ) يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ( أي يحلفون ما لبثوا في الدنيا أو في قبورهم غير ساعة فيمكن أن يكونوا استقلوا مدة لبثهم واستقر ذلك في أذهانهم فحلفوا عليه وهم يظنون أن حلفهم مطابق للواقع وقال ابن قتيبة إنهم كذبوا في هذا الوقت كما كانوا يكذبون من قبل وهذا هو الظاهر لأنهم إن أرادوا لبثهم في الدنيا فقد علم كل واحد منهم مقداره وإن أرادوا لبثهم في القبور فقد حلفوا على جهالة إن كانوا لا يعرفون الأوقات في البرزخ ) كذلك كانوا يؤفكون ( يقال أفك الرجل إذا صرف عن الصدق فالمعنى مثل ذلك الصرف كانوا يصرفون وقيل المراد يصرفون عن الحق وقيل عن الخير والأول أولى وهو دليل على أن حلفهم كذب
الروم :( ٥٦ ) وقال الذين أوتوا.....
) وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث ( اختلف في تعيين هؤلاء الذين أتوا العلم فقيل الملائكة وقيل الأنبياء وقيل علماء الأمم وقيل مؤمنو هذه الأمة ولا مانع من الحمل على الجميع ومعنى في كتاب الله في علمه وقضائه قال الزجاج في علم الله المثبت في اللوح المحفوظ قال الواحدي والمفسرون حملوا هذا على التقديم والتأخير على تقدير وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله وكان رد الذين أوتوا العلم عليهم باليمين للتأكيد أو للمقابلة لليمين باليمين ثم نبهوهم على طريقة التبكيت بأن هذا الوقت الذي صاروا فيه هو ) يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون ( أنه حق بل كنتم تستعجلونه تكذيبا واستهزاء
الروم :( ٥٧ ) فيومئذ لا ينفع.....
) فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ( أي لا ينفعهم الاعتذار يومئذ ولا يفيدهم علمهم بالقيامة وقيل لما رد عليهم المؤمنون سألوا الرجوع إلى الدنيا واعتذروا فلم يعذروا قرأ الجمهور لا تنفع بالفوقية وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بالتحتية ولا هم يستعتبون يقال استعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني وذلك إذا كنت جانيا عليه وحقيقة أعتبته أزلت عتبه والمعنى أنهم لا يدعون إلى إزالة عتبهم من التوبة والطاعة كما دعوا إلى ذلك في الدنيا
الروم :( ٥٨ ) ولقد ضربنا للناس.....
) ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ( أي من كل مثل من الأمثال التي تدلهم على توحيد الله وصدق رسله واحتججنا عليهم بكل حجة تدل على بطلان الشرك ) ولئن جئتهم بآية ( من آيات القران الناطقة بذلك أو لئن جئتهم باية كالعصا واليد ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون أي ما أنت يا محمد وأصحابك إلا مبطلون أصحاب أباطيل تتبعون السحر وما هو مشاكل له في البطلان
الروم :( ٥٩ ) كذلك يطبع الله.....
) كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون ( أي مثل ذلك الطبع يطبع الله على قلوب الفاقدين للعلم النافع الذي يهتدون به إلى الحق وينجون به من الباطل
الروم :( ٦٠ ) فاصبر إن وعد.....
ثم أمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه واله وسلم بالصبر معللا لذلك بحقية وعد الله وعدم الخلف فيه فقال فاصبر على ما تسمعه منهم من الأذى وتنظره من الأفعال الكفرية فإن الله قد وعدك بالنصر عليهم وإعلاء حجتك وإظهار دعوتك ووعده حق لا خلف فيه ) ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ( أي لا يحملنك على الخفة ويستفزنك عن دينك وما أنت عليه الذين لا يوقنون بالله ولا يصدقون أنبياءه ولا يؤمنون بكتبه والخطاب للنبي صلى الله عليه واله وسلم يقال استخف فلان فلانا أي استجهله حتى حمله على اتباعه في الغى قرأ الجمهور يستخفنك بالخاء المعجمة والفاء وقرأ يعقوب وابن أبي إسحاق بحاء مهملة وقاف من الاستحقاق والنهي في الاية من باب لا أرينك هاهنا


الصفحة التالية
Icon