"""""" صفحة رقم ٢٣٥ """"""
ومحل قوله بغير علم النصب على الحال أي حال كونه غير عالم بحال ما يشتريه أو بحال ما ينفع من التجارة وما يضر فلهذا استبدل بالخير ما هو شر محض ويتخذها هزوا قرأ الجمهور برفع يتخذها عطفا على يشتري فهو من جملة الصلة وقيل الرفع على الاستئناف والضمير المنصوب في يتخذها يعود إلى الايات المتقدم ذكرها والأول أولى وقرأ حمزة والكسائي والأعمش ويتخذها بالنصب عطفا على يضل والضمير المنصوب راجع إلى السبيل فتكون على هذه القراءة من جملة التعليل للتحريم والمعنى أن يشتري لهو الحديث للإضلال عن سبيل الله واتخاذ السبيل هزوا أي مهزوءا به والسبيل يذكر ويؤنث والإشارة بقوله ) أولئك لهم عذاب مهين ( إلى من والجمع باعتبار معناها كما أن الإفراد في الفعلين باعتبار لفظها والعذاب المهين هو الشديد الذي يصير به من وقع عليه مهينا
لقمان :( ٧ ) وإذا تتلى عليه.....
) وإذا تتلى عليه آياتنا ( أي وإذا تتلى آيات القران على هذا المستهزىء ) ولى مستكبرا ( أي أعرض عنها حال كونه مبالغا في التكبر وجمله ) كأن لم يسمعها ( في محل نصب على الحال أي كأن ذلك المعرض المستكبر لم يسمعها مع أنه قد سمعها ولكن أشبهت حاله حال من لم يسمع وجملة ) كأن في أذنيه وقرا ( حال ثانية أو بدل من التي قبلها أو حال من ضمير يسمعها ويجوز أن تكون مستأنفة والوقر الثقل وقد تقدم بيانه وفيه مبالغة في إعراض ذلك المعرض ) فبشره بعذاب أليم ( أي أخبره بأن له العذاب البليغ في الألم
لقمان :( ٨ ) إن الذين آمنوا.....
ثم لما بين سبحانه حال من يعرض عن الايات بين حال من يقبل عليها فقال ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( أي امنوا بالله وباياته ولم يعرضوا عنها بل قبلوها وعملوا بها ) لهم جنات النعيم ( أي نعيم الجنات فعكسه للمبالغة جعل لهم جنات النعيم كما جعل للفريق الأول العذاب المهين
لقمان :( ٩ ) خالدين فيها وعد.....
وانتصاب ) خالدين فيها ( على الحال وقرأ زيد بن علي خالدون فيها على أنه خبر ثان لأن ) وعد الله حقا ( هما مصدران الأول مؤكد لنفسه أي وعد الله وعدا والثاني مؤكدة لغيره وهو مضمون الجملة الأولى وتقديره حق ذلك حقا والمعنى أن وعده كائن لا محالة ولا خلف فيه ) وهو العزيز ( الذي لا يغلبه غالب الحكيم في كل أفعاله وأقواله
لقمان :( ١٠ ) خلق السماوات بغير.....
ثم بين سبحانه عزته وحكمته بقوله ) خلق السماوات بغير عمد ترونها ( العمد جمع عماد وقد تقدم الكلام فيه في سورة الرعد وترونها في محل جر صفة لعمد فيمكن أن تكون ثم عمد ولكن لا ترى ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال أي ولا عمد ألبته قال النحاس وسمعت علي بن سليمان يقول الأولى أن يكون مستأنفا أي ولا عمد ثم ) وألقى في الأرض رواسي ( أي جبالا ثوابت ) أن تميد بكم ( في محل نصب على العلة أي كراهة أن تميد بكم والكوفيون يقدرونه لئلا تميد والمعنى أنها خلقها وجعلها مستقرة ثابتة لا تتحرك بجبال جعلها عليها وأرساها على ظهرها ) وبث فيها من كل دابة ( أي من كل نوع من أنواع الدواب وقد تقدم بيان معنى البث ) وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ( أي أنزلنا من السماء مطرا فأنبتنا فيها بسبب إنزاله من كل زوج أي من كل صنف ووصفه بكونه كريما لحسن لونه وكثرة منافعه وقيل إن المراد بذلك الناس فالكريم منهم من يصير إلى الجنة واللئيم من يصير إلى النار قاله الشعبي وغيره والأول أولى
لقمان :( ١١ ) هذا خلق الله.....
والإشارة بقوله هذا إلى ما ذكر في خلق السموات والأرض وهو مبتدأ وخبره خلق الله أي مخلوقه فأروني ماذا خلق الذين من دونه من الهتكم التي تعبدونها والاستفهام للتقريع والتوبيخ والمعنى فأروني أي شيء خلقوا مما يحاكى خلق الله أو يقاربه وهذا الأمر لهم لقصد التعجيز والتبكيت ثم أضرب عن تبكيتهم بما ذكر إلى الحكم عليهم بالضلال الظاهر فقال ) بل الظالمون في ضلال ( فقرر ظلمهم أولا وضلالهم ثانيا ووصف ضلالهم بالوضوح والظهور ومن كان هكذا فلا يعقل الحجة ولا يهتدي إلى الحق