"""""" صفحة رقم ٢٤٤ """"""
سورة لقمان ( ٣٢ - ٣٤ )
لقمان :( ٢٩ ) ألم تر أن.....
الخطاب بقوله ) ألم تر ( لكل أحد يصلح لذلك أو للرسول ( ﷺ ) ) أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ( أى يدخل كل واحد منهما فى الآخر وقد تقدم تفسيره فى سورة الحج والأنعام ) وسخر الشمس والقمر ( أى ذللهما وجعلهما منقادين بالطلوع والأفول تقديرا للآجال وتتميما للمنافع والجملة معطوفة على ماقبلها مع اختلافهما ) كل يجري إلى أجل مسمى ( اختلف فى الأجل المسمى ماذا هو فقيل هو يوم القيامة وقيل وقت الطلوع ووقت الأفول والأول أولى وجملة ) وأن الله بما تعملون خبير ( معطوفة على أن الله يولج أى خبير بما تعملون من الأعمال لا تخفى عليه منها خافية لأن من قدر على مثل هذه الأمور العظيمة فقدرته على العلم بما تعملون بالأولى قرأ الجمهور تعملون بالفوقية وقرأ السلمى ونصر بن عامر والدورى عن أبى عمر بالتحتية على الخبر
لقمان :( ٣٠ ) ذلك بأن الله.....
والإشارة بقوله ) ذلك ( إلى ما تقدم ذكره والباء فى ) بأن الله ( للسببية أى ذلك بسبب أنه سبحانه ) هو الحق ( وغيره الباطل أو متعلقة بمحذوف أى فعل ذلك ليعلموا أنه الحق ) وأن ما يدعون من دونه الباطل ( قال مجاهد الذى يدعون من دونه هو الشيطان وقيل ما أشركوا به من صنم أو غيره وهذا أولى ) وأن الله هو العلي الكبير ( معطوفة على جملة أن الله هو الحق والمعنى أن ذلك الصنع البديع الذى وصفه فى الآيات المتقدمة للاستدلال به على حقيقة الله وبطلان ماسواه وعلوه وكبريائه هو العلى فى مكانته ذو الكبرياء فى ربوبيته وسلطانه
لقمان :( ٣١ ) ألم تر أن.....
ثم ذكر من عجيب صنعه وبديع قدرته نوعا آخر فقال ) ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ( أى بلطفه بكم ورحمته لكم وذلك من أعظم نعمه عليكم لأنها تخلصكم من الغرق عند أسفاركم فى البحر لطلب الرزق وقرأ ابن هرمز بنعمات الله جمع نعمة ) ليريكم من آياته ( من للتبعيض أى ليريكم بعض آياته قال يحيى بن سلام وهو جرى السفن فى البحر بالريح وقال ابن شجرة المراد بقوله من آياته مايشاهدونه من قدرة الله وقال النقاش مايرزقهم الله فى البحر ) إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ( هذه الجملة تعليل لما قبلها أى أن فيما ذكر لآيات عظيمة لكل من له صبر بليغ وشكر كثير يصبر عن معاصى الله ويشكر نعمه
لقمان :( ٣٢ ) وإذا غشيهم موج.....
) وإذا غشيهم موج كالظلل ( شبه الموج لكبره بما يظل الإنسان من جبل أو سحاب أو غيرهما وإنما شبه الموج وهو واحد بالظلل وهى جمع لأن الموت يأتى شيئا بعد شىء ويركب بعضه بعضا وقيل إن الموج فى معنى الجمع لأنه مصدر وأصل الحركة والازدحام ومنه يقال ماج البحر وماج الناس وقرأ محمد بن الحنفية موج كالظلال جمع ظل ) دعوا الله مخلصين له الدين ( أى دعوا الله وحده لايعولون على غيره فى خلاصهم لأنهم يعلمون أنه لايضر ولاينفع سواه ولكنه تغلب على طبائعهم العادات وتقليد الأموات فإذا