"""""" صفحة رقم ٢٥٠ """"""
يعنى آدم خلقه من طين فصار على صورة بديعة وشكل حسن
السجدة :( ٨ ) ثم جعل نسله.....
) جعل نسله ( أى ذريته ) من سلالة ( سميت الذرية سلالة لأنها تسل من الأصل وتنفصل عنه وقد تقدم تفسيرها فى سورة المؤمنين ومعنى ) من ماء مهين ( من ماء ممتهن لاخطر له عند الناس وهو المنى وقال الزجاج من ماء ضعيف
السجدة :( ٩ ) ثم سواه ونفخ.....
) ثم سواه ( أى الإنسان الذى بدأ خلقه من طين وهو آدم أو جميع النوع والمراد أنه عدل خلقه وسوى شكله وناسب بين أعضائه ) ونفخ فيه من روحه ( الإضافة للتشريف والتكريم وهذه الإضافة تقوى أن الكلام فى آدم لا فى ذريته وإن أمكن توجيهه بالنسبة إلى الجميع ثم خاطب جميع النوع فقال ) وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ( أى خلق لكم هذه الأشياء تكميلا لنعمته عليكم وتتميما لتسويته لخلقكم حتى تجتمع لكم النعم فتسمعون كل مسموع وتبصرون كل مبصر وتتعلقون كل متعقل وتفهمون كا ما يفهم وأفرد السمع لكونه مصدرا يشمل القليل والكثير وخص السمع بذكر المصدر دون البصر والفؤاد فذكرهما بالاسم ولهذا جمعا لأن السمع قوة واحدة ولها محل واحد وهو الأذن ولا اختيار لها فيه فإن الصوت يصل إليها ولاتقدر على رده ولا على تخصيص السمع ببعض المسموعات دون بعض بخلاف الأبصار فمحلها العين وله فيه اختيار فإنها تتحرك إلى جانب المرئى دون غيره وتطبق أجفانها إذا لم ترد الرؤية لشىء وكذلك الفؤاد له نوع اختيار فى إدراكه فيتعقل هذا دون هذا ويفهم هذا دون هذا قرأ الجمهور وبدأ بالهمز والزهرى بألف خالصة بدون همز وانتصاب ) قليلا ما تشكرون ( على أنه صفة مصدر محذوف أى شكرا قليلا أو صفة زمان محذوف أى زمانا قليلا وفى هذا بيان لكفرهم لنعم الله وتركهم لشكرها إلا فيما ندر من الأحوال
السجدة :( ١٠ ) وقالوا أئذا ضللنا.....
) وقالوا أئذا ضللنا في الأرض ( قد تقدم اختلاف القراء فى هذه الهمزة وفي الأحوال التى بعدها والضلال الغيبوبة يقال ضل الميت فى التراب إذا غاب وبطل والعرب تقول للشىء إذا غلب عليه غيره حتى خفى أثره وقد ضل ومنه قول الأخطل كنت القذى فى موج أكدر مزبد
قذف الأتى بها فضل ضلالا
قال قطرب معنى ضللنا فى الأرض غبنا فى الأرض قرأ الجمهور ضللنا بفتح ضاد معجمة ولام مفتوحة بمعنى ذهبنا وضعنا وصرنا ترابا وغبنا عن الأعين وقرأ يحيى بن يعمر وابن محيصن وأبو رجاء ) ضللنا ( بكسر اللام وهى لغة العالية من نجد قال الجوهرى وأهل العالية يقولون ضللت بالكسر قال وأضله أى أضاعه وأهلكه يقال ضل الميت إذا دفن وقرأ على بن أبى طالب والحسن والأعمش وأبان بن سعيد صللنا بصاد معملة ولام مفتوحة أى أنتنا قال النحاس ولايعرف فى اللغة صللنا ولكن يقال صل اللحكم إذا أنتن قال الجوهرى صل اللحم يصل بالكسر صلولا إذا أنتن مطبوخا كان أو نيئا ومنه قول الحطيئة ذاك فتى يبذل ذا قدرة
لايفسد اللحم لديه الصلول
) أئنا لفي خلق جديد ( أى نبعث ونصير أحياء والاستفهام للاستنكار وهذا قول منكرى البعث من الكفار فأضرب الله سبحانه من بيان كفرهم بإنكار البعث إلى بيان ماهو أبلغ منه وهو كفرهم بلقاء الله فقال ) بل هم بلقاء ربهم كافرون ( أى جاحدون له مكابرة وعنادا فإن اعترافهم بأنه المبتدئ للخلق يستلزم اعترافهم بأنه قادر على الإعادة
السجدة :( ١١ ) قل يتوفاكم ملك.....
ثم أمر سبحانه رسول ( ﷺ ) أن يبين لهم الحق ويرد عليهم مازعموه من الباطل فقال ) قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ( يقال توفاه الله واستوفى روحه إذا قبضه إليه وملك الموت هو عزرائيل ومعنى وكل بكم وكل بقبض أرواحكم عند حضور آجالكم ) ثم إلى ربكم ترجعون ( أى تصيرون إليه أحياء بالبعث والنشور لا إلي غيره فيجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر